على هامش المعجزة
لستُ نبيًّا،
ولستُ معجزةً تمشي على قدمين،
ولا أملكُ عصاً تُفلقُ البحر،
ولا جناحين يُقنعانِ الريحَ بالطيران،
ولا لسانًا يُوقظُ الحاضرينَ من سباتهم العميق.
أنا فقط...
وُلدتُ على هامش المعجزة،
أُراقبُ النارَ دون أن أرقص فيها،
وأُحدّقُ في الماءِ
دون أن يبتلَّ خطوي.
كنتُ فقط
أرفعُ رأسي نحوَ السحابة،
وأهمسُ لها برغبةٍ قديمة:
"احمليني...
ايتها النقية الباذخة
ايتها الحبيبة المترعة
ايتها الأم المنتظرة
فقد تعبتُ من هذا التراب."
لكنها،
وبأسلوبِ نادلة انهكها المساء،
تنهّدت قليلا
و خلفَ ستارٌشفيف
بدأت
تعتذرُ بلطفٍ منمّقٍ ،
وتقول:
"لي موعدٌ مؤجَّل
في حقلٍ آخر...
حيث ينتظرني
من هو أكثرُ وهناً منك."
حميد العادلي
العراق