" طريقُ العُلا ومَراقي الهِمَم"
مَنْ عاشَ يطلُبُ مجدًا دونَ مُجتهدٍ
لن يُدرِكَ العُلا ولو استجدى له السُّحُبا
والعزمُ إن لم يكنْ في النفسِ مُشتعِلًا
لم يُبقِ للدربِ نورًا يُهتدى سَبَبا
لا ينفعُ المرءَ صبرٌ دونَ هِمَّتِهِ
فالريحُ لا ترفعُ الأشرِاعَ مُنقَلِبَا
واسلكْ طريقَ العُلا، لا تُرهبَنَّ وَعْثَهُ
فالنصرُ لا يطرقُ الأبوابَ مُرتقِبَا
واعمُرْ فؤادَكَ حزمًا إنْ أردتَ سَنا
فالحزمُ يَبلُغُ ما لا يَبلُغُ التُّرَبَا
وامضِ بثباتٍ، فمَن يَحيا بلا هِمَمٍ
لم يَجْنِ مِن سعيهِ إلّا الذي كَسَبَا
وابعثْ لروحِكَ أمْلًا إنْ تناثرَ في
دربِ الحياةِ، فإنّ الروحَ مُضطَرِبَا
وازرعْ خطاكَ يقينًا لا تزلزِلُهُ
ريحُ الشكوكِ إذا ما هبَّتِ انقلبَا
وانهضْ إذا عثرتْ أيامُكَ القُسَرُ الـ
ماضي، فالعزمُ لا يَرضى لكم نَصَبَا
فالمرءُ لا يُدرِكُ الآمالَ مُعتَذِرًا…
والعذرُ يقتلُ في الإنسانِ ما وَهَبَا
_زيان معيلبي (أبو أيوب الزياني)