زمن لطفولة !
بقلم حسن رمضان
كُلَّما ثَقُلَت علىَّ متاعبى أثّرَ الكهولة
صَحِبْتُ ذاكرتى هروباً نحو أفراح الطفولة !
أيامَ كُنَّا نجْذُبُ الفجْرَ لنَلْقَى الأصدقاء
ونَظَلُّ نجرى هاهنا وهاهنا حتى المساء
لاهَمَّ يُقْلِقُنا ونصْنَعُ مانريدُ ومانشاء
ونَشُمُّ عِطْرَ الْوَردِ فى تلكَ الخَمِيْلَة
كنا ننام مبكراً والنفس يملؤها الصفاء
كنا نُغَنِّى دون أن ندرى بما قال الغناء
تلهو مع الكلبِ ونمسحُ ظَهْرَ قِطَّتُنا وفاء
نُصْغى لصوتِ سرورها تحتَ الغِطَاء
مازلتُ أذكُرُ نَحْلَةً وقفت على وجْهِ دُعاء
فتورَّمَتْ من لدْغِها العينُ الكَحيلة !
وذَكَرتُ نُصْحَ جَدَّتى وماكانت تقوله
وسُعَالَ جَدِّى مِنْ دُخانٍ كان يُتْعِبُهُ طويلا
صِدْنا عصافيراً وأسماكاً وأسقَطْنا البَلَح
ولكم شَبِعْنا مِنْ مُزَح ...
كنا نُطَاردُ ذَا الفراشاتَ ونرْقُصُ فى فَرَح !
كُنَّا نَذُوقُ الطَّعْمَ يُعْطِينا رُواء
زُرنا أقاربِنَا وزارونا بِرُوحِ الأصدقاء
وبيوتُ جيرانى كبيتى لَسْتُ أُمْنَعُ من دخُولَه
رمضانُ يأتينا نُعَلِّقُ زِينَةً فوقَ الجِدار
تتغيَّرُ الطُرُقاتُ والأشياء والليلُ نهار
مازلتُ أذكُرُ فَرحَةَ العِيدِ ومايُعْطِى الكِبار
إنِّى أَحِنُّ لهذه الذكرى لجميلة !
أنْسَامُها تُبْقِى على نفْسى العليلة !
وأوَدُّ أصْنَعُ آلَةً تحْمِلُنى إلى الوراء
كَىْ أنْتَشِى من ذكرياتى كُلَّما ضاقَ الفَضاء !
وأعيشُ عُمْرى هكذا حتَّى الرحيلا !
حسن رمضان ـ كبير باحثين بلوعظ بالأزهر الشريف .