الاثنين، 1 يناير 2018

Hiamemaloha

«« فيم قضى عمره ؟؟ »»
بقلم الشاعر يزيد علوي اسماعيلي 

رأيت  نجارا  يحمل نعشا  الى السوق  لبيعه
و رأيت ذات النعش يحمل  ذاك النجار لقبره

فعجبت  من  المشهد  و  احترت   في  امره
و  تساءلت  ما عسى النجار  قد  فعل  بسعر

 هل نُفِق  خيرا  ليشيِّد  بالجنة  اسوار قصره
أم  بُدِّر  هباءا  و زاد  يوم الحساب من فقره

كم من سلطان أفنى زمانه و همه في عرشه
و ما أجداه  و لا زاده  العرش يوما في عمره

فكن  ممن  زرع الخير  و غمر  الكون  بعطره
و نال الرضوان  و لم  يَكُف التاريخ عن ذكره

قضى عمره خدوما  في السر كما  في جهره
و قدَّم  صالحا  فيما تعلم و اخلص في دوره

و نل رضى الله  و كن  ممن  نجح  في طوره
و لا تكن  ممن مناه  المكسب ليرفع من قدره

إنِ المناصب  له رحّبتْ انقلب عقبا  من فوره
كالذئب تحسبه مبتسما و الأنياب قاتلة بثغره

أضربُ مثل حوت عاش و كان له شأن في بحره
تجبَّر  و أرهب و هاجر  كل مخلوق  من دعره

لكن  كيد  الزمان  كفيل  و هو  اقدر عن قهره
فأين هو اليوم بعد أن نفق و صار نسيا في قعره

فالحياة إبتلاء و قد يجعل الله كيده في نحره
فأين فرعون و نمرود و كل من طغى في عصره

إن الحياة فانية و المرء ما جناه سيحمله بظهره
إما يكون له شفيعا و إما سيكتوي بنار  جمره

 فإجتنب  الخبيث  و  اسعد  بالصالح و طهره
و لا تكن قاسيا كما العود فيطمع الخلق بكسره

و احذر البغيظ و كن حاضنا كما الزهر لعطره
و لا  تكن رخوا كما الشهد يستهوي  الناس لعصره

و لا  تقل أجهل فما   أُسْتُثْنِيَ كل جاهل بعذره 
إن ابتليت فأصبر على الضر فالدهر كفيل بجبره

 فالكل ماض وحده... الى  بر موحش لطمره
و ستوضع  نقطة الختام  على صفحات دهره

حينها  ستتبعه اعماله و كأنها ملتصقة بخصره
و سيُسأل عن حياته و فيما قضى ايام عمره

يزيد علوي اسماعيلي

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :