" في المحطة "
ودعتني وللعيون هطول ُ
مثل در على الخدود تسيل ُ
أحرقت مهجتي فهاجت دموعي
وأنا لحظة الوداع قتيل ُ
صبغ الخوف وجهها باصفرار
خلته الشمس ما أتاها الأصيل ُ
كلظى تنزع الشوى في فراق
لم يكن لي عما سواه بديل ُ
رغم أنفي ومن عصيب ظروفي
توءم الروح كان هذا الشعيل ُ
هاهنا في محطة كجحيم
ونعيم لمن إليه الوصول ُ
كاد يغشى علي وهي تقول
أي عيش دون الحبيب جميل ُ ؟!!
أي شيء أشد من لحظات
يسلب العمر شأنها والفعول ُ ؟!!
لا تلمني إذا بكيت كثيرا
فدموع السماء أمر جليل ُ
يغمر الأرض كي تزاد ابتهاجا
ويموت الصدى ويحيا الذبول ُ
هذه دمعة ولكن فيها
كل معنى وللمعاني شكول ُ
وأراها ارتمت على الصدر حتى
صابني الهم واعتراني الذهول ُ
عانقتني يدا وروحا وقلبا
وعيونا ومن هواها أقول ُ :-
أتراني أراك يا روح روحي
أم وداعي الأخير هذا الرحيل ُ؟!!
أأشم الأريج منها قريبا
وبروض الهوى لديها أجول ُ؟!!
أتراني أموت بين يديها
أم يلف القضاء دربي الطويل ُ؟!!
آه..ما أصعب الوداع وقوفا
وهو يوم على المحب ثقيل ُ
وله في القلوب نار تلظى
لو رأتها لكذبتها العقول ُ
إنني أرجو عودة بسلام
وبها رب أنت نعم الوكيل ُ !!
رب لا تحرم الفؤاد حبيبا
ليس فيه إلى سواه سبيل ُ
ثم قالت كأنها خاطرتني
ما على الله ربنا مستحيل ُ
يا حبيبي لك المنى والأماني
ولك الخير حيث كان النزول ُ
سدد الله في دروبك خطوا
وأتاك الرجاء والمأمول ُ
هذه خطوة الرحيل وداعا
وأنا للرجوع حقا عجول ُ
بقلمي / أنور محمود السنيني