الجمعة، 26 أكتوبر 2018

Hiamemaloha

قد طال ليلي مثل ليلك يا خناس * 
بقلم الشاعر أحمد اليوسف أبو حمزة
1
تكاثف الضبابُ 
حول غابة المدينة التي 
بها حبيبتي 
تشدو مع الأطفال جذلى 
كي يناموا هادئين 
وبعد نومِهُمُ تنام 
2
مذ أمسِ 
والأشجارُ فيها 
تكتسي 
ثوباً رماديّاً 
إذا ما الصبحُ جاءَ 
مضمّخاً بالعطرِ ينشرُ طيبَهُ 
من بعدِ أن 
حلّ الظّلام 
3
بيني وبينَ الشعرِ خيطٌ 
لا يزال يشدّني 
نحو العصافير التي قد غادرت أعشاشها 
تهفو إلى زهر البنفسجِ 
مطلقاتٍ 
في الفضاء الرحبِ 
تغريداً شفيفاً  
بين طيّاتِ الغمام 
4
طيري مع الأسرابِ 
سربي مثقلٌ 
مذ ليلةِ الأمس التي 
قد عاث فيها الشرُّ كلَّ فسادِهِ 
ومضى يهنّئُ بالتحيّةِ 
عصبةَ الشرّ اللئام 
5
يا إخوتي...!  
أنا منكُمُ 
وإليكمُ روحي تشدّ رحالها 
لكنّ مسراكم بلا هادٍ 
يسير بمهمهٍ قفرٍ 
على أطرافهِ دَمَعَاتُ أحبابي سجام  
6
تاه الدليلُ
فهل إلى شطّ الأمان وسيلةٌ 
فهناك يجلسُ عاشقٌ 
يشدو بأغنيةٍ 
وبين ضلوعه نارٌ 
توقّدُ للقاءِ 
مرجّعاً آهاتهِ تترى كترجيع الحمام  
7
يا نارَ صخرٍ ...! 
طال هذا الليلُ عندي 
إنّما 
هو سرمديٌّ في عيونكِ يا خناسُ 
ونارُهُ 
منكِ اتّقادُ لهيبها 
تزدادُ جُذوتُهُ اضطرام 
8
قد طال ليلي 
مثل ليلك يا خناسُ 
وكلُّ ما في الكون نام 

١٠ / ١١ / ٢٠٠٩ م

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :