الجمعة، 2 نوفمبر 2018

Hiamemaloha

رواية #اليتيمة_سنوهويت
بقلم الأديبة سميا دكالي 

انا تلك الفتاة التي جاءت للدنيا وفتحت عينيها لتعيش حياة دون أب ....مما جعلني أساير حياة صعبة وأواجهها بكل صمود وتحدي لتحقيق حلم عشت عليه.

🍂 #الجزء_الرابع 🍂

#محاولة_نسيان

جلست أحتسي الشاي مع أمي وصوفي وعقلي شارد في التفكير بذاك الغريب .....أسأل نفسي تراه هل يفكر في كما أفكر فيه أنا ؟ أكيد نعم مادام كل عقلي معه ....ورغم الجوع الذي أشعر به لم تمتد يدي لقطعة الخبز المحمص مما أثار دهشة أمي حتى سمعتها تقول لي ...

ماما : ماريا ليست عادتك أن لا تأكلي هل أنت مريضة ما الذي حدث لك يا ابنتي ؟
أنا : لا شيء ماما فقط الإرهاق فعمل الأسبوع كله هو السبب
ماما : ولكن أنت متعودة عليه ابنتي... حسنا ما دام كذاك لا تنامي قبل أن تأخذي حماما ساخنا
أنا : حاضر ماما أوامرك ستنفذ حالا ههههه

أكلت قليلا وقبلت أمي وصوفي متمنية لهما ليلة سعيدة لأصعد إلى غرفتي حيث ألقيت بنفسي على السرير ....أتخيل ملامحه وذاك البريق الذي كان ينبعث من عينيه حتى أصابني بسهمه ونفذ في قلبي ....

لقد أحببت شخصا غريبا لا أعرف عنه شيء وأنا التي كان الكل يقول عني قوية الشخصية ولست من اللواتي يحببن بسهولة.... أخيرا وقعت في الحب ولكن للأسف في حب غريب.

اخذت قيثارة أبي بعناية من فوق دولابي وبدأت أعزف لحنه المحبب عنده .... لأنسى أحداث ذلك اليوم المميز إلا أن ذلك لم يجد نفعا بل حصل العكس فقد سرح عقلي أكثر مما جعلني أعيد قيثارتي إلى مكانها وأحمل صورة أبي بين يدي راجية منه أن يكون مساندا لي في كل خطوة أخطوها...

ولما أنهكني كثرة التفكير أخذت فوطة الحمام ودخلت لأملا حوض الاستحمام بالماء الدافىء مع الصابون حتى أغوص فيه أنا وأفكاري دون رجعة .... أريد ان أعود كما كنت حرة لا شيء يشغل تفكيري غير أبي وأمي وعملي وفساتيني ... لكن أحدهم دخل دون استئذان ليطرق باب تفكيري فيشغل حيزا منه بل كله.

بقيت مدة طويلة في الماء إلى أن سمعت طرقات على الباب خرجت بعد أن لففت جسمي بالفوطة ... كانت صوفي تريد الاطمئنان علي... لبست ثياب النوم بينما صوفي أخذت المجفف وبدأت تسرح لي شعري وتسألني بلطف كعادتها .

صوفي : ما بال سنوهويت اليوم ؟ خرجت صباحا كالمعتاد بكل حيوية ونشاط لتعود مساء على غير عادتها
انا : لا شيء خالتي فقط مشاكل العمل والملفات المتراكمة
صوفي : لا تحاولي الكذب علي يا حبيبتي أعرفك جيدا فأنا من ربتك وأخذتك في حضني منذ كنت صغيرة... لا تخفي على خالتك شيئا مهما.

أطرقت رأسي وعلت وجنتاي الحمرة خجلا كما تلعثم لساني لدرجة أن الكلام انحبس بداخلي وأنا أفكر هل أخبرها الآن أم لا فلربما لن ألتقيه مرة اخرى.. إذن لا داعي لأشغل بالها.... أخذتني خالتي في حضنها كما كانت تفعل وأنا صغيرة قائلة :

صوفي : لا عليك سنوهويت نامي الليلة في هدوء وارتاحي.. وفي الغد أخبريني إن أردت... أنا دوما بجانبك... وكل مشكلة تعترض طريقك سنجد لها حلا معا.

ماريا : سأخبرك خالتي حتما.. لكني اليوم مرهقة والنوم غلبني

بدأت صوفي تحكي لي حكايات سندريلا وأنا أستمع إليها بلهفة وهي تداعب خصلات شعري حتى شعرت بالنعاس .... 

غطتني وأطفأت النور بعد أن طبعت على جبيني قبلة... ثم أغلقت الباب بعد مغادرتها متمنية لي أحلاما سعيدة ..... هذه الليلة نمت في هدوء.. فقد كنت متعبة من كثرة التفكير لدرجة أني لم أنتبه لرنات الهاتف ....يا إلهي! كنت سأتأخر عن العمل لولا صوفي التي أتت لإيقاظي ....قفزت من سريري استعدادا ليوم آخر وكلي أمل أن أعود كما كنت .....

أخذت فطوري كالعادة وقبلت أمي وصوفي ثم ذهبت مسرعة للعمل محاولة مسح كل ما علق بذهني..... فصورة الغريب لم ترحم مخيلتي بل ظلت  تلاحقني  في كل مكان وزمان ....

وما إن وصلت حتى ألقيت التحية على زملائي ووضعت حقيبتي جانبا كما علقت جاكيتتي ...ذهبت في اتجاه الشرفة لأفتحها فهي تطل على شارع به متاجر للملابس وبعض المقاهي .... كلما تعبت من العمل ألقي نظرة على المارة كل واحد يتجه صوب مأربه يلاحق رزقه والزمن يلاحقه..

وكم كانت صدمتي كبيرة وأنا أرى الغريب جالسا في مقهى قبالة الشركة التي أعمل فيها وعيناه محدقة في اتجاه الشرفة .... تراجعت إلى الوراء لأجلس على كرسيي وأنا مذهولة من هول المفاجاة .... كيف له أن يعرف مكان عملي؟ من المؤكد أنه يراقبني ويتتبع خطواتي.....

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :