الخميس، 1 نوفمبر 2018

خنساء الشام

أنثى استوطنتْ هبوب الغيمات
بقلم الشاعر محمد عبد الكريم الشعيبي

قبل أن أكتب ما يليق
بفتاةٍ ليست كباقي الفتيات،
أطلق عنان أخيلتي
فوق صفحات أوراقي.
أتوحد مع أبجديتي
في تصوراتي وعباراتي،
أختلقُ سبباً يجعلنا نلتقي
حول طاولة الكلمات.
أرتقي معراج الهوى،
وعلى فضاءات المعنى
أنسجُ  رداءً طارئاً
يستر قصائدي العاريات.
أدخلُ مجاهيل طمي الذاكرة
لأزرع في مشاتل الفكرة
وروداً جوريات
لا تتسع لنفحات عطرها
ساحات عمري الضيقات .
***
أنتِ أمرأةٌ بدتْ لأول صدغٍ
مثل صبية في مقتبل العشرين،
وأنا رجلٌ بين زمنين
أقطعُ في رحلة السنوات
عقداً رابعاً.
ماعاد لي غير التنقل والتجول
بين سوق الأمنيات.
إلى النهايات يمشي بي لهاثي،
كل ما حولي دروبٌ مُغلقات،
صامتٌ...أمضغ تلابيب ريقي،
ظمأي أبدي،
يحتسي كأس الليالي الفارغات.
صوتٌ بقلبي
فأجيبي نداء أسئلتي
يا قمراً توجتها،
على عرش نجومي الملهمات.
لماذا أشعلتي موال السُكات ؟
كيف أستطعتي أن تصمتي ؟
أن تتمردي،
أن تغيبي عن تخومي،
أن تغلقي أبواب بوح المرايا،
وقد كنتِ فاتحة المفردات،
وكُنتِ لساني ومنطقي،
تسردين فصول الحكايات.
***
يا أنثى أستوطنت هبوب الغيمات،
ألمحُ وجهكِ شاحباً
حيثُ غسق الدجى
يسعى خلف التلال الهاربات.
لا تستسلمي للعمر الحزين
فالحزن سيف لا يمكن أن ينشب
دونما طعنات.
كفكفي دموع عينيكِ المترعات
بالعويل والبكاء
ما زال لنا في قسمة السماء
أفراحاً ناضحات،
كفاً وماء،
نشربهُ كالعطش المنفي
من حدود الإرتواء.
هذا الشوق بلغ ذروته
وللحنينِ شراعٌ وزورق 
يجدفُ منظوم الخطوات.
أمتزجي معي كبحرٍ وموجة،
افتعلي ضجة
ملء الضفاف المالحات.

-محمد عبدالكريم الشعيبي-

خنساء الشام

About خنساء الشام -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :