يقظةُ الأمّة :
بقلم الشاعر حسن كنعان
بني قومي لقد طالَ السُّباتُ
وحولكمُ الذئابُ الكاسراتُ
فكيفَ نغُطُّ في نومٍ عميقٍ
وبالأهوالِ تضطربُ الحياةُ
أتنمو في ثرى الحُلمِ الأماني
وتُطلَبُ في مفاوزهِ النّجاةُ
وأقسى من إسار القيدِ ظُلماً
إذا عُقِلَتْ عن القولِ اللهاةُ
هوَ الوطنُ الذي أعطى ويرجو
صنيعَ الأوفياءِ لهُ فهاتوا
فمن ذا يستغِلُّ الأرضَ منهم
فيقنع من خباياها العُفاةُ
ومن ذا يُنزِلُ الأكفاءَ منّا
منازلهم فتنجليَ الهناتُ
ومن للمرأةِ المعطاءِ يُلقي
لها بالاً ، وهُنَّ الماجداتُ؟
ومن يُعلي صروحَ العلمِ حتى
بها تُروى النُّفوسُ الظامئاتُ؟
ومن للعاملينَ يرُدُّ حقّاً
تضيقُ بهِ البطونُ المتخماتُ
وأينَ النّابغونَ بكُلِّ فنٍّ؟
تقاذَفَهم على البُعدِ الشّتاتُ
ووحدتنا ، أنبكيها ونبقى
على أطلالها نحنُ النّعاة ؟
إلامَ نزيدُ بالخُلفِ افتراقاً
ونسألُ بعدَ ذاك من الجُناةُ
حقائقُ ما وُلدنَ اليومَ لكنْ
يَتِمنَ وقد وقد مضى العُرْبُ الأُباةُ
كبتْ أجيادُنا والخيلُ تهوي
إلى ساحاتها فلِمَ الأناةُ؟
فإنْ لم تنهضي يا خيلُ بتنا
نُداسُ ، وليسَ يرحمنا الطّغاةُ
إذا الأُردنُّ رقراقاً تثنّى
تغنّى النيلُ شوقاً والفُراتُ
ومن بردى قراحُ الماءِ يشفي
إذا لمّتْ بقومي المُهلكاتُ
وقدسُ اللهِ قبلةُ كُلِّ حُرٍّ
لها تلدُ الرّجالَ الأُمّهاتُ
فلا عشنا ولا هنأتْ ديارٌ
إذا ما غُيِّبَتْ عنها الغُزاةُ
عروبتنا ينابيعُ المبادي
ووحيُ اللهِ فيهِ المعجزاتُ
فقمْ وانفضْ جناحَي كبرياءٍ
عصِيّاً لا يطاولكَ الرُّماةُ
فهذي السّاحُ تكشفُ عن دَعِيٍّ
وكيف بها لمُرتجفٍ ثباتُ
فبين القولِ والفعلِ امتحانٌ
وليس يجوززُه الّا الكُفاةُ
لركبِ الثّأرِ في الهيجاءِ أشدو
وركبُ النّصر تُذكيهِ الحُداةُ
شاعر المعلمين العرب
حسن كنعان / أبوبلال