" التشيع في الحب "
بقلم الشاعر أنور محمود السنيني
اخْتَرْت َ بُعْدَكَ والفؤادُ أَطَاعَا
يَاحَظَّ حُبِّكَ كَمْ يَرَى أَتْبَاعَا؟
حَتَّى على قَتْلِي بِسَيْفِ فِرَاقِنَا
بَاعَدْتُ روحي ما نَوَيْتَ وَدَاعَا
أَرْضِيكَ فيما ترتضيه مَحَبَّةً
وأزيد فيكَ على الرِّضَى إِخْضَاعَا
لَكَ في هَوَايَ تَشَيُّعٌ وأنا الذي
لَمْ أَلْقَ مِنْكَ سوى الأسى أَشْيَاعَا
أَشْبَعْتَ رَغْبَتَكَ العَجِيبَةَ بالنَّوَى
والقلب مِمَّا في الموائدِ جَاعَا
ما هَمَّنِي لو جُعْتُ مِنَكَ مُفَارِقًا
ما دُمْتَ أَنْتَ ترى بِهِ إِشْبَاعَا
باللَّهِ قُلْ لي هل ترى فيما جَرَى
مِنِّي مُحِبًّا هكذا مِطْوَاعَا ؟
وإذا رَأَيْتَ القرْبَ منك أَذِيَّةً
والبُعْدَ عَنْكَ كذاك كيف يُرَاعَى ؟
كيف الخلاص وفي هَوَاكَ تَوَاصُلٌ
في حَالَتَيْهِ يزيدني أَوْجَاعَا ؟
عَجَبًا لِحُبِّكَ لَمْ أَعَدْ مُتَأَكِّدًا
أَحَفِظْتُهُ أم في اتِّبَاعِكَ ضَاعَا ؟
يا مَنْ جُعِلْتُ فِدَاكَ رُدَّ شَكِيَّتِي
فأنا ظُلِمْتُ بما أَذُوقُ تِبَاعَا
ابْسُطْ عَدَالَتَكَ التي طُوِيَتْ كَمَا
بَسَطَ الفؤادُ ولا يَزَالُ ذِرَاعَا
بِي مِنْ جَحِيمَ عواطفي وخواطري
ما لو تحسُّ لَجِئْتَنِي مُرْتَاعَا
ولقد بَعَثْتُ شَرَارَةً عَيْنِيَّةً
آذَتْ قلوبَ الناسِ والأَسْمَاعَا
فإذا أَتَتْكَ على جنَاحِ قَصِيدَةٍ
طَارَتْ إِلَيْكَ فَلَا تَقُلْ : إِبْدَاعَا
بَلْ طُلْ عَلَيَّ بِطَلَّةٍ في نُورِهَا
ألقى الحياةَ دقائقا وَسِوَاعَا
سَأَظَلُّ مُنْتَظِرًا فإن لَمْ تَأْتِنِي
فلقد سَئِمْتُ مِنَ الظنون خِدَاعَا
أَوْهَمْتُ نفسي فِيكَ حَتَّى لَمْ أَعُدْ
أرجو _ إذا لَمْ تَأْتِنِي _ إِرْجَاعَا
وإذا كَتَبْتُ على يَقِينٍ فِكْرَتِي
فَخِتَامُهَا سَيَظَلُّ لِي إِقْنَاعَا
بقلمي أنور محمود السنيني