" ظرف ابن زيدون .."
بقلم الشاعر أنور محمود السنيني
سَحَّت ْ بِبُعْد ٍ وما شَحَّت ْ مآقينا
بَعْدَ احْتِلَالِ التَّدَانِي مِن ْ تَجَافِينَا
تَمَزَّق َ الوَصْلُ حَبْلًا فَانْتَهَى وَوَهَى
وَأَشْرَق َ الشَّيْبُ فَصْلًا في لَيَالِينَا
ما عَادَ يَعْشَقُنَا في رَوْضِكُمْ أَدَب ٌ
يَبُثُّنَا الحَرْف َ مِسْكًا أو رَيَاحِينَا
يا نَغْمَةَ الصَّوْت ِ هَلْ يَحْلُو لنا نَغَمٌ
إِذَا سَمِعْنَا هَدِيلًا بعد َ شَادِينَا؟
يَاخَمْرَةَ الوَصْلِ هَلْ نلقاك ِ صَافِيَةٌ
لَوْ يَعْصِرُ الحُبُّ قُرْبًا مِثْلَ مَاضِينَا ؟
يا بَعْدَ هذا التَّجَافِي أَيْنَ مَوْعِدُنَا
وَكَيْف َ نَلْقَى التَّعَافِي ِفي ْ تَصَافِينَا؟
يا أَهْلَ وُدِّي رَعَى الرَّحْمَانُ عَهْدَكُمُ
إِذ ْ كَانَ يهْدِي إِلَيْنَا ما يُسَلِّينَا
نَلْهُوا وَنَمْرَحُ وَالأَيَّامُ تُضْحِكُنَا
وَاليَوْمَ نَتْرَحُ وَالأَعْوَامُ تُبْكِينَا
جَار َ الزَّمَان ُ عَلَيْنَا حِينَ يَقْتُلُنَا
أَمْ أَنْصَف َ الذِّكْرُ إِذ ْ يُحْيِي ِ تَدَانِينَا؟
فَارَقْتُمُونَا وَفَارَقْنَاكُم ُ جَسَدًا
فَكَمْ تَرَوْنَ بِأَرْوَاح ٍ تَلَاقِينَا ؟
وَإِنْ قَدرْتُمْ عَلَى بُعْد ٍ بِذَاكَ فَهَل
لَكُمْ بِهَذِي ٱقْتِدَار ٌ يا مُحِبِّينَا؟
لا وَالذِّي أَنَزَلَ القرآن تَذْكِرَةً
لَن ْ يَقْدِرَ البُعْدُ مَهْمَا طَالَ يُنْسِينَا
ولا قَصَدْنَا رِيَاض َ الحُب ِّ في بَدَل ٍ
فَرَوْضُكُمْ لم تزل بِالزَّهْوِ تغْرِينَا
في داخل الجسم ما زَالَتْ خَوَاطِرُكُمْ
تَجْرِي بِأَنْفَاسِنَا جَرْيًا يُنَاغِينَا
وَوُدُّنَا في الهَوَى َيبْقَى عَقِيدَتَنَا
لَوْ كَانَ يَرْقَى و يَلْقَى في الدُّنَى دِينَا
هذا الحَنِين ُ إِلَيْكُم ْ بَات َ يَشْوِينَا
فَكَيْف َ فَات َ عَلَيْكُمْ فِعْلُهُ فِينَا ؟
وَكَيْف َ تَحْلُو لَكُم ْ سَاعَاتُ مَجْلِسِكُمْ
بَلْ كَيْف َ تَسْلُو وَتَخْلُو مِن ْ تَسَالِينَا؟
وَاللَّه ِ وَاللَّه ِ ما كُنَّا نُعَاتِبُكُمْ
لَوْلَا المَحَبَّةُ والهِجْرَانُ يَشْجِينَا
لَوَاعِج ُ الشَّوْق ِ فِي حَرْف ٍ مُحَمَّلَةً
حَوَائِج َ العِتْق ِ مِن ْ ظَرِف ٍ أَتَى نُونَا
فَإِنْ تَحِنُّوا فَأَنْتُم ْ أَهْلُ مَعْرِفَةٍ
وَإِن ْ تَضِنُّوا بِه ِ عِشْنَا مَجَانِينَا
بقلمي أنور محمود السنيني
اليمن 9_1_2019