صفح جميل.
.
أجرْمٌ لو مددتُ يدَ الوئيد
لحبلٍ طائفٍ يأْتي بعود ؟
ويفطر من به سقْمٌ وعذْر
ويُعذَر من تداوى بالنبيد
فإن يكُ من يدي سبقٌ بنهبٍ
فهاك يدي يدُ اللِّصِّ الشَّهيد
وما أسطو بظلمٍ بل لأُمٍّ
تهاوت في فراش من جليد
إذا أَنَّتْ يهز الغيض قلبي
وأختا خانها نبض الوريد
ترانا من جحيم العيش دُهْماً
وقد كنا ورودا غير سود
تكالب كل حزب في دهاءٍ
يغالينا وعودا في وعود
وبعد النصر صرنا في شباك
نُسَوَّقُ في مزادٍ كالمصيد
فيا وِزْرَ الوزير إذا أَتاهُ
بوزري حُجَّةً يومُ الوعيد
له الأبراج تُبْنى جِمارا
تزخرفها كراسي من حديد
يندد بي وزيري في أنيني
وكعب نعاله قد دك جيدي :
تعالى جنبنا وامْرحْ نسيّا
دَر الأغلالَ حِلْياً للعبيد
وإلَّا كنت يوسف طيَّ جُبٍّ
فمن يأتيك بالركب الشريد
صرفنا عنك واردها جزوعا
فمن يفديك بالسعر الزهيد
فإن زفَّتْ بك الدنيا لعُمْيٍ
فلَوِّحِْ بالعصا مثل الحشود
فما اجْتُثَّتْ شقائقُ من حقولٍ
وهامتها تساوي هام حصيد
وكم عاتبت راضٍ في حضيضٍ
فبُؤْتُ بلومه فوق الجحود.
لَحمداً ربنا ما ردَّ داعٍ
ولا ينأى بخيرٍ عن مُريد
فها قد مرَّ عصرك يا غريمي
وعُدْتَ لسابق العهد الكؤود
كما الفِرْزانُ يرقى ثم يهوى
بصفعة بيدَقٍ خلفَ الجنود
أتى بك منجلي بعد التَّجنِّي
قضيبا يانعا دون الورود
أَأَعْفو أم هما صاعان صاعا
فدمعك دمع تمساح جحود
فلا تبكي لِفخٍّ جئتَ فيه
سنلقي عنك أصفاد الحديد
رضينا عذرك الواهي سوف نعفو
فَجودُ الأَ كْرَمِينَ من الجدود
وَرُبَّ سفيفِ خيْرٍ قد يُجازى
ويكفي عنك ذنبا من عهود
ولولا دفْعنا بعضا ببعضٍ
لصرنا في فصائل كالقرود
تقاذفنا رذائل قوم عادٍ
وأُمْطِرْنا عواصفَ قوم هود
وما الحيوان إلَّا من حروب
لياليها سجالٌ بالجنود
رحاها لم تدسْ شهما كريما
وما داستْ أُلوفاً من عنيد
.
محمد الذهبي