الوفاء
من زاوية اخري
هلوسات
هند... كانت
وفهد... كان
تلاقيا
صدفة
يبحثان عن شئ ما.
أحدهما
يرسم حروفا تحت لحاء
شجرة صفصاف
والثاني
يحاول تسلق ساق
نخلة.
جائعة هي
تأكل من خشاش الأرض
كغزالة.
ضلت طريقها في غابة
مزدحمة بالاغصان
واتكات حيث صعد الفتى
القى إليها ببعض حبات رطب
القى عليها السلام
بدأ يهبط ببطء
وإليه تنظر بخوف
وتهمس بالدعاء
وصل...
رمقها بعين حانبة
ضمها بروحه
لم تمتد لها يده..
استند بجهة مخالفة.. لوقفتها
افترشا الأرض في آن
امسك كل منهما عودا
يعبثان بالتراب.. ويشكلان من الاوراق
لوحة..
واتسعت مساحة اللوحتين
حتى كانت لوحة واحدة.
سألها على وجل
إجابته على استحياء
من انت؟
قالت :انا هاربة حافية ممزقة الآمال، لا بد عرفتني أيها الإنسان.
قال: مثلك انا.. ابحث عن روحي التي ضاقت بما حملت، من ظلم الإنسان.
قالت :وقد التقينا.. هات يدك.. أمد لك يدي.
مد يده.. امسك بيدها، احس برعشة، كأنها إحالته لملاك، واحتلت صورتها لملاك.
قال:اعاهدك بما شئت.
قالت :عاهدتني بالوفاء.
قال :ما كانت حياة.
قالت:بل وبعد الممات.
قال :كيف يكون؟
قالت:نتعلم من الأشجار.
قال:أراها تموت واقفة
قالت : الا ترى فسائل النخلة كيف تحتضن الساق بعشق قبل أن تفارقه امها؟
قال:رأيت.
قالت :الا ترى كيف تخبؤ الطيور اعشاشها خوفا من الأفاعي والغربان....
قال :روبدك.. اهو الحب ام العشق ام حب الحيآة؟
قالت:بل هو الوفاء.. للمكان والزمان ولحظات جمعتهما بأمان.
قال:سيدتي.. هند.. اعاهدك الوفاء.
قالت :وانت سيدي فهد ابادلك كما قلت في حياة وبعد الحيآة
هلوساتي... هي هند وفهد.. مهما كانت الحروف.. والأزياء
هلوساتي ذات صباح
28/272019
عزت طاهر أبو كشك