أصداءُ الجوى
رزقت قلباً بدا في غايةِ العَجَبِ
ذاقَ العذابَ وما أغضى عن السَّبَبِ
مِنْ هجرِ مَنْ يشتهي فاضتْ مدامعهُ
يشكو الصبابةَ في وجدٍ وفي وَصَبِ
غبَّ الوداعةَ من ألحاظِ مُرْتَحِلٍ
وينهلُ الحرفَ من آفاقِ مُغْتَرِبِ
ويشربُ الصبرَ كاساتٍ مُعَتَّقَةً
يبدي السماحةَ مطوياً على الغَضَبِ
بين الضروس يعاني مرَّ غُصَّتِهِ
يرنو حزيناً ولو أبدا من الطَرَبِ
هذا قليبي وكلُّ الناسِ تعرفهُ
سهلُ المنالِ ولا يعصى على الطَلَبِ
لكنَّ حظي قليلٌ ليس يُسعفني
والعشقُ حظٌ كمثلِ الشكلِ والنَّسَبِ
في مثلِ هذا فلا تُجدي معاتبةٌ
في العشقِ لا يرتوي الظمآنُ من عَتَبِ
جرَّبتُ ألفَ شراعٍ في الهوى غدروا
والريحُ ما ردَّها درعٌ لمُحْتَسِبِ
والحبُّ بحرٌ عميقٌ كيف يركبهُ
من لا شراعَ لهُ يا ضُرَّ مُرْتَكِبِ
وطأتُ كلَّ دروبِ الحبِّ أطلبهُ
والنفسُ حيرى لماذا الحبُّ لم يُجِبِ
أمْ العذارى كسُحْبِ الصيفِ تكذبنا
والغيثُ ليس لأهلِ الحرفِ والأَدَبِ
أهلُ السماحةِ لا دنيا تطاوعهم
لا يُرْتَجى حبُّها إلا لمُغْتَصِبِ
أفنيتُ عمري وذي الأشعارُ تأسرني
ماذا جنيتُ من الأقلامِ والكُتُبِ
غيرَ الخيانةِ من ألحظِ فاتنةٍ
غيداءَ ترفلُ في غدرٍ وفي كَذِبِ
شابت حروفي على الآهاتِ عاكفةً
ومات حلمي من الإخفاقِ والنَصَبِ
هذا منالي على حرفي أروِّضهُ
جنيتُ شيصاً وباءَ الغيرُ بالرُّطَبِ
نمَّقتُ حرفي إلى حسناءَ أعشقها
كانتْ عليهِ كمثلِ النار للحَطَبِ
صلَّى وتابَ عن الدنيا بزخرفها
وعن لهيبِ صروفِ العشقِ لم يَتُبِ
آتتْ حروفُ كفيفٍ في الهوى أُكُلاً
وراحَ حرفي بموروثي ومُكْتَسَبي
ترضى الصبابةُ من غيري مُرَقَّعَهُ
وكيفَ تزْهدُ فيما صُغْتُ من ذَهَبِ
كم جئتُ بدراً إلى الغيداءِ في أَلَقٍ
لكنَّ هذي كما الشيطانُ للشُهُبِ
وكنتُ شمساً على الآفاقِ أحرسها
رغمَ الغيومِ بجوِ الحبِّ لمْ أَغِبِ
ورِشْتُ حرفي لنيلِ الوصلِ أجنحةً
إنَّ المثابرَ لا يشكو من التَعَبِ
علِّي أفوزُ من الغيدا بخافقها
وأرشفُ الحبَّ ما مثلي بمُنْسَحِبِ
عوض الزمزمي
مصر
رزقت قلباً بدا في غايةِ العَجَبِ
ذاقَ العذابَ وما أغضى عن السَّبَبِ
مِنْ هجرِ مَنْ يشتهي فاضتْ مدامعهُ
يشكو الصبابةَ في وجدٍ وفي وَصَبِ
غبَّ الوداعةَ من ألحاظِ مُرْتَحِلٍ
وينهلُ الحرفَ من آفاقِ مُغْتَرِبِ
ويشربُ الصبرَ كاساتٍ مُعَتَّقَةً
يبدي السماحةَ مطوياً على الغَضَبِ
بين الضروس يعاني مرَّ غُصَّتِهِ
يرنو حزيناً ولو أبدا من الطَرَبِ
هذا قليبي وكلُّ الناسِ تعرفهُ
سهلُ المنالِ ولا يعصى على الطَلَبِ
لكنَّ حظي قليلٌ ليس يُسعفني
والعشقُ حظٌ كمثلِ الشكلِ والنَّسَبِ
في مثلِ هذا فلا تُجدي معاتبةٌ
في العشقِ لا يرتوي الظمآنُ من عَتَبِ
جرَّبتُ ألفَ شراعٍ في الهوى غدروا
والريحُ ما ردَّها درعٌ لمُحْتَسِبِ
والحبُّ بحرٌ عميقٌ كيف يركبهُ
من لا شراعَ لهُ يا ضُرَّ مُرْتَكِبِ
وطأتُ كلَّ دروبِ الحبِّ أطلبهُ
والنفسُ حيرى لماذا الحبُّ لم يُجِبِ
أمْ العذارى كسُحْبِ الصيفِ تكذبنا
والغيثُ ليس لأهلِ الحرفِ والأَدَبِ
أهلُ السماحةِ لا دنيا تطاوعهم
لا يُرْتَجى حبُّها إلا لمُغْتَصِبِ
أفنيتُ عمري وذي الأشعارُ تأسرني
ماذا جنيتُ من الأقلامِ والكُتُبِ
غيرَ الخيانةِ من ألحظِ فاتنةٍ
غيداءَ ترفلُ في غدرٍ وفي كَذِبِ
شابت حروفي على الآهاتِ عاكفةً
ومات حلمي من الإخفاقِ والنَصَبِ
هذا منالي على حرفي أروِّضهُ
جنيتُ شيصاً وباءَ الغيرُ بالرُّطَبِ
نمَّقتُ حرفي إلى حسناءَ أعشقها
كانتْ عليهِ كمثلِ النار للحَطَبِ
صلَّى وتابَ عن الدنيا بزخرفها
وعن لهيبِ صروفِ العشقِ لم يَتُبِ
آتتْ حروفُ كفيفٍ في الهوى أُكُلاً
وراحَ حرفي بموروثي ومُكْتَسَبي
ترضى الصبابةُ من غيري مُرَقَّعَهُ
وكيفَ تزْهدُ فيما صُغْتُ من ذَهَبِ
كم جئتُ بدراً إلى الغيداءِ في أَلَقٍ
لكنَّ هذي كما الشيطانُ للشُهُبِ
وكنتُ شمساً على الآفاقِ أحرسها
رغمَ الغيومِ بجوِ الحبِّ لمْ أَغِبِ
ورِشْتُ حرفي لنيلِ الوصلِ أجنحةً
إنَّ المثابرَ لا يشكو من التَعَبِ
علِّي أفوزُ من الغيدا بخافقها
وأرشفُ الحبَّ ما مثلي بمُنْسَحِبِ
عوض الزمزمي
مصر