بقلم الشاعر محد طه العمامي
....فقد طفى حبها من أعماقي....
رأيتها ولن انس ذلك اليوم ولا تلك المشاعر التي هاجمت سكوني دون استئذان
كان تسمّرا عند الدهشة الاولى فلم يعد هناك مبرّر لمزيد الاثبات
شعرت بالرعشة برغم حرارة فصل الصيف
ارتبكت خجلا من نفسي ومن اعتراء نفسي امامها
شعرت بسعادة لطالما انتظرتها
ولكن تلك اللحظات تعدّت كل التوقعات
أتكون هذه ؟
حدثت نفسي التي تاهت في لحظات بين الاستغراب والانتشاء
عملي أجلته بعد الموعد
يمكن ان ارجع له ليلا والحريف والادارة على اتصال بي وانا لا ابالي
هل هو الحب قد يطيح بي ؟
ما الذي يحدث لي ؟ أهذا انا ؟ انا من اعطي المثل في المواعيد العملية انا الذي يحتذي بي في هكذا امور
ما هذا الضعف وهذا الخنوع الذي انتابني
رجلاي لم تعد تحملني لم اعد قادر على ان ادوس حتى على فرامل السيارة
ثم تلك الرعشة المصحوبة بدوران لذيذ وخوف سعيد وغاب عني الكلام عكس التواصل بالهاتف او بوسائل الاتصال
كان قلبي يخفق فرحا وحبا وزهوا
لتحدي وثبوت اللقاء
فهي لم تكن عادية
هي من صنف النساء اللاتي تشرئب لرئيتهن
فاذا بي وفي زمن برقيّ تتملكني مشاعر عديدة وتسمّرني ...
أيمكن ان تكون هي ؟ أيمكن ان تكون هي إمراة الحلم الذي يراودني منذ الصبا
أيمكن ان تحملني بين ذراعيها او تحت جناحيها وتطير بي بعيدا الى عالم سرمدي جميل لا يتكرّر؟
أيمكن أن يستوعب جفناها حرارة حبّي وتوقي الى الدفء والاحتواء
أيمكن أن تكون هي كما اتخيها حاذقة للفلسفة والطب فلسفة الحب وطب الافئدة ؟
أيمكن أن تكون واعية بأن الاحساس يعجز عن تفسيره علم الرياضيات والفيزياء وجل العلوم
أيمكن أن تكون سري وصديقتي وعشيقة لمكامن رؤاي ؟
أيمكن ان يتّسع صدرها لكل هذه الاشياء
ياه! ها قد وجدتها بعد طول انتظار
تجدني اتذكر 《أرخميدس》 عالم الفيزياء اليوناني حين خرج من حوض المياه طالقا رجليه للريح صارخا وجدتها وجدتها
لقد قالها بعد ان اكتشف منسوب الماء قد ارتفع عند غطسه في الحوض وان للماء دفع
على جسمه من الاسفل نحو الاعلى وكان التأكيد بان جسمه صار اخف وزنا فكانت القاعدة التي سميت باسمه
والتي بنيت عليها قاعدة الطفو
تخيلت نفسي اجري مثله صارخا:لقيتها لقيتها
فقد طفى حبها من أعماقي ليفضح حيطتي واحتياطي كل ذلكزفي لحظات وخفّة وسلاسة
احتضنت ملامحها بعيني وتفرّست في تفاصيل وجهها وهي تغمرني بسحرها وتأسرني بجاذبيتها
عينان تحملان سحر العرب وخيبات وجمال الغرب وانتصاراته ..
لم اكن من انصار جاذبية المراة
فقد من أراها خطرا عليها وعلى من حولها لكنها كانت يوسوفية في سحرها حتى انني شككت أيمكن هذه ؟
شيء ما جعل مخيّلتي تتوقف أو هي تسافر الى الوراء هذا الوجه الصبوح ووسامتها والجسد والرشاقة تكون عبوسة برغم الجمال
هذه النظرات الثاقبة الجذابة ...
غرور دفين يسكنها برغم الحزن كما تسكن المياه أعالي جبل زغوان
برغم الحزن تمرّد غريب يطوف بها برغم الهدوء
ماذا فعلت بي؟ أيمكن ان تسكنني هكذا وفي لحظات؟
أيمكن أن يجذبني بريق عينيها ويخطفني من كل هذه الاضواء الجاهرة
والمزروعة بكل ركن من الاركان ؟ والالوان ؟
ماذا فعلت بي بربّك ؟ كيف استغفلت حذري وخوفي وحيطتي؟
ما اقساك وما أقواك !وانا الذي ارى نفسي قويا دائما
انا من استعمل قواعد الهندسة واحاول اضافة
لها عمليات البحث ذات الصلة
...
أجدني أرفع راية التسليم لست مثل النعامة بل كنت مشرأب مثل الزرافة لكن بجفون ذبلانة
انها تخترق التاريخ والجغرافيا وكل العلوم ... بعد أن طالت اذنيها صرخات نداءاتي المتكررة في الثلث
الاخير من الليل ليصل بوادر الفجر .
محمد طه العمامي