*من المستفيد*
بقلم الشاعر د محمدجستي
من خدش كرامة
نساء ورجال الأمة العربية
والثأر من تاريخهم
واستئصال هويتهم
استبيحت المحرمات
بجميع أشكالها
بكل بقاع أراضيها
مفاتيح بيوتها
بأيادي اللقطاء من أهلها
لا تفتح إلا في وجه
القطيع النجس من مجرميها
استنفرت حزمة من طغاة العالم
من أجل شفط خيراتها
ثروات شعوب أصيلة
تطايرت بين الدول
أوراق غصونها
في ربيع مثمر
يستحال اجتثاث الأوراق من جذوعها
هكذا أصبحت مرتعا خصبا
لزنادقة الغرب وعملائها
تشتكي الأسماك من الاندثار
وتلوث البحار بدمائها
ولا تنام الطيور من صدى
طلقات المدافع
والقصف بطائراتها
استفزت محاسن الطبيعة
وجمال منظرها
كالصحراء الجرداء
الفارغة من بدوها
أرض العرب
أصبحت كساحة الوغى
تستعمل للتجارب
ودسائس أعدائها
تضرم فيها النيران
على مرأى و مسمع من الأمم
الكل يتفرج، ولا أحدا يتألم
عما يعاني منه الإنسان المسلم
انكسرت الأقلام الجافة
من شدة الاحتكاك بالقمم
حزنا عن فقدان الحبر
وتناثر أفكار الغم
في بلاد السلم
اشتقنا إليك
يا حضارة الأجداد الأشاوس،
يا أصحاب الهمم
عشتم بين العز والشهامة شموخا
كما أخبرتنا كتب الأعلام
قلوبكم تقاوم الخوف
ولا ترضون بالذل
و الركوع أمام أقوى الأمم
كان الجميع يهاب ضراوة حروبكم
خشية الأسر أو الإعدام
ولم تستسلموا يوما
ورؤوسكم منحنية
كالنعاج للعدم
الآن أصبحت عيوننا لا تدمع
من شدة الهم
لأنها جفت من كثرة البكاء حزنا
على الألم وكثرة الظلم
الشاعر د. محمد جستي