عصر الدَّاية
بقلم الشاعر دياب محمود حسن
كان الستات زمان
بيولدوا في البيت
وساعات في الطاحونة
ساعات في الغيط
وهما تلات اربع صرخات
ونسمع الزغاريت
وبعد كام يوم يقوموا زي
العفاريت
وكانت الدَّاية نجمة مشهورة
علشان كانت صبورة
تقعد مع الأم بالساعات
وكأنها بتولد مع كل الستات
وضعونا طبيعي
وكنا بنحس بالأمان
واحنا بنشرب الحنان
بحنيِّة
وكانوا بيرضعونا
بحسن نية
عضمهم يدوب علشان
نبقى ميَّة ميِّة
عمرهم ما فكَّروا في الصناعي
ولا رايحين جايين ع الدكاترة
من غير داعي
انهارده
الستات عايشة بالمتابعة
يوم بيوم وكل خطوة ع الدكاترة
رايحة راجعة
مرة عايزة تعرف نوع الجنين
ومرة عايزة تعرف الألم طالع
منين
مستعجلة وعايزة تخلص
م الحكاية
مش مهم الولد يطلع منها يحتاج
رعاية
والدكاترة يقولوا الولادة هتكون
عصِّية
مفيش حل غير اللجوء للقيصرية
ولازم جوزك يجهز حاله للعملية
ويعمل حسابه في العلاج والبنج
وكمان التمرجية
بعد الولادة يصرخ الراجل يارب
حوش
علشان طالعين تلات أربع ستات
زي الوحوش
عايزين ياخدوا كد العملية تاني
واحدة تزغرد والتانية نازلة
في التهاني
والتالتة يللا شخلل جيوبك ...في ثواني
والرابعة طالعة بورقة وبتقول
اسرع ع الصيدلية
علشان تصرف الدوا من الروشتة ديِّا
كانت الولادة زمان ببلاش
انهارده بالألاف تدفعها كاش
والفقير م الفلس بيلف ويدور
ومراته ماتت بعيلها وهي
مستنية الطابور !!!!!!
دياب محمود حسن