موت الأجفان
بقلم الشاعرة سعاد شهيد
كل ما كنت أملكه هو جنون حبنا
عطر أحلامنا
تلك الكلمات بيننا
مرسلا لغرامنا
تلقائية نقاشاتنا
البراءة عند اختلافنا
كانت روابط تزكي عشقنا
تلك التفاصيل الصغيرة بيننا
كانت تؤرقنا
و تعود تجمعنا
كل ما كان يبقيني مع الأحياء
كان وعدك لي بالوفاء
أن تمسك بيدي في الظلماء
أن تكون عكازتي حين أتعثر
و حين هبوب الرياح الهوجاء
كنت أتنفس من خلال حروفك
أقتات من فتات اهتمامك
أبتسم و أنا أعيد شريط اللقاء
عبر الشاشة الزرقاء
و أتعجب من لعبة القدر
كيف تجعل منا مجرد كراكيز عمياء
تقودنا حيث تشاء
كل ما كنت أملكه حبيبي
هو ذاك التيار الذي يأخذني إلى حيث أنت
أسمع أنفاسك في الهواء
أتنفس عطرك عبر الأرجاء
كل ما كنت أملكه هو بيت من جنون
قشة قشة بنيناه بسذاجة الأوفياء
و الآن أقف على أطلال عشنا
أنعي أحلامنا
تلك الأحجار التي تعبق بأنفاسنا
تبكي تتساءل كيف مات الوفاء
و كيف ضاع اصرارنا على الإبتعاد عن عالم العقلاء
مجبرة أتوسد هامش الحياة
أدفن في شرنقة مع الأموات
في غفلة مني شاخت الطفلة بداخلي
أصبحت شريدة بلا ملامح
تنكرت لي المرآة
تتساءل كيف اختفى البريق من الأحداق
كيف ماتت الحياة في الأجفان
كيف انطفئ أصبح رمادا
و كيف أُلبست صمت القبور
أصبح لي وشاحا و رداء و غطاء
بقلمي /سعاد شهيد