قصص ومشاهد في عصر الكورونا
"القط الجائع" -2
السبت - 4 أبريل 2020
شعر د. أحمد محمود
أصابتني قشعريرة الخوف في خافقي
وقذفتني للوراء من فوهة المدافع
أقفلت نافذتي خشية من هبات الرياح
ورجعت إلى مكاني أواجه الأمر الواقع
يا زمن الكورونا الهادر بالرعب
إنك تكبلنا في غرفنا حتى النخاع
شيدت زنزانة كبرى للناس جميعاً
وأقفلتها بأقفال العزلة والأوجاع
فمتى يا عازف تراتيل الردى
تهاجر من كوكبنا وتغادر البقاع؟
ومتى نخلع القفازات ونلقي بها؟
ومتى نتخلص من المعقمات والقناع؟
متى تتهشم مخالب كورونا
ويزال رجسه من كل الأصقاع؟
إننا أصبحنا قصر تحت ضربات كورونا
كالخرانق والجآذر طوعى ننصاع
كنا في الماضي أمماً قوية
نجوب الآفاق،والبطاح والأصقاع
كالقطط الضالة في الأزقة والطرقات
نتضور جوعاً تحت السياط كالرعاع
وهنت عزائمنا وخارت قوانا
بعد أن كنا أشداءأقوياء كالسباع
والآن تحولنا إلى حضارة هشة
تتهاوى تحت ضربات مطرقة كورونا الخداع
رباه ليس لنا أحد إلاك يخلصنا
من وباء فتاك أنيابه في أجسادنا ترتع
كورونا يخطف منا الأرواح ويخلع
ويلقي بها في دهاليز الهلاك وفي القبور يزرع
ما من سلاح أو لقاح ضد الكورونا ينفع
بإذن الله لا بد لهذا الوباء أن يتراجع
لا بد له أن يتلاشى ويتقوقع.
بقلمي د. أحمد محمود