..... (بُنَيَّ تَصَبَّرْ) .....
بقلم الشاعرأسامة أبو العلا
بُنَيَّ تَصَبَّرْ وَ احْتَـسِـبْـنِـي مُـسَـلِّـمَـا
وَ حَسْبِيَ أنَّي سَوْفَ أَرْجِعُ مُسْلِـمَـا
وَ إِنْ كُنْـتَ ذَا حُـزْنٍ عَـلَـيَّ فَـبِـرَّنِـي
بِتَحْقِيقِ مَا أُوصِيكَ فِي اللهِ مُلْزِمَـا
تَـزَهَّـدْ فَـدُنْـيَـانَـا مَــتَــاعٌ وَ زِيــنَــةٌ
وَ وَهْمٌ تَرَاءَىٰ كَالسَّرَابِ لِذِي الظَّمَـا
أُجَـاجٌ وَ لَا تَـرْوِيـكَ يَـوْمًـا وَ كُـلَّـمَـا
تَجَرَّعْتَ مِنْهَا عَاطِشًا صِرْتَ أَهْيَمَـا
بُنَيَّ فَـعِـشْ فِـيـهَـا غَـرِيـبًـا كَـعَـابِـرٍ
كَـطَـالِـبِ عِـلْـمٍ قَـدْ أَتَـىٰ مُـتَـعَـلِّـمَـا
فـلَا تَـنْـشَـغِـلْ عَـمَّـا أَتَـيْـتَ لِأَجْـلِــهِ
وَ لَا تَـرْجُ أَنْ تَـحْـيَـا بِـهَـا مُـتَـنَـعِّـمَـا
فَـمَـا هَـذِهِ الـدُّنْـيَـا بِـغَـايَـةِ مُـؤْمِــنٍ
وَ مَا رَامَ صَيْدًا مَنْ تَنَسَّكَ مُـحْـرِمَـا
وَ لَا تَلْتَفِتْ مَهْمَـا دَعَـتْكَ لِـنَـفْـسِـهَـا
وَ عَفْهَا وَ كُنْ فِي وَجْهِهَا مُتَـجَـهِّـمَـا
وَ جِـدَّ بِـهَـا جِـدَّ الْـمُـكَـاتَـبِ عَـامِـلًا
نَهَارًا وَ لَيْلًا يَطْلُبُ الْـعِـتْـقَ مُـعْـدِمَـا
وَ للهِ سِـرْ سَـيْـرَ الْـحَـبِـيـبِ لِـحِـبِّــهِ
وَ سَارِعْ وَ لِلطَّاعَـاتِ كُـنْ مُـتَـقَـدِّمَـا
وَ لَا تُشْرِكَنْ بِاللهِ فِي الْحُبِّ خَلْـقَـهُ
وَ لَا تَخْشَيَنْ فِيهِ مِنَ الْخَـلْـقِ لُـوَّمَـا
وَ لَا تَـجْـعَــلَــنَّ اللهَ أَهْــوَنَ نَــاظِــرٍ
وَ رَاقِبْهُ حَتَّىٰ تَسْتَـقِـيـمَ وَ تَـسْـلَـمَـا
سَيَظْهَرُ مَا تُخْفِيـهِ يَـوْمًـا مُـشَـاهَـدًا
فَتَمْضِـي مَـهَـانًـا أَوْ كَرِيـمًـا مُـكَـرَّمَـا
فَـلَا تُـخْـفِ إِلَّا مَـا يَـسُـرُّكَ عَــرْضُــهُ
وَ لَا يغْرِيَنْكَ الـلَّـيْـلُ إِنْ هُـوَ أَظْـلَـمَـا
وَ تَـابِـعْ رَسُـولَ اللهِ فِـي كُـلِّ هَـدْيِـهِ
وَ لَا تَبْتَدِعْ فِي الدِّينِ فَالْوَحْيُ تَمَّمَـا
__________________________
أسامة أبوالعلا
مصر