(عابثة )
بقلم الشاعر بسام الأسبر
عودي إليه فقد أبَ الغيابُ به
وجاءَ يُنشِدُ ودّاً كانَ مهزوما
لقد شدوتِ بِذكراهُ مُجلجلةً
وقد أبنتِ غراماً كانَ محموما
مابينَ بُعدٍ وقُربٍ قد أتاحَ لكِ
وقتُ الفراغِ شقيّاً فيكِ مغروما
وقد جعلتيهِ طُعماً تُرجعينَ به
وليفَ عشقٍ إلى نُعماكِ مكروما
نَدَبتِهِ عَبْرَ مِرسالٍ بلا خَجَلٍ
ممّن تقبّلَ بوحَ الحبِّ موهوما
وقد يزِلُّ لِسانٌ رغمَ حِنكَتِهِ
ويكشِفُ الزيفَ في الأخلاقِ مرسوما
يا خيبةَ القلبِ في خِلٍّ توسّمه
وكانَ كلُّ افتتانِ الحبِّ مزعوما
مشاعرٌ يدّعيها غيرُ صادقةٍ
وقد تبدّى قميءَ الحسِّ مزموما
بعضُ القلوبِ نقيٌّ في طبيعتهِ
والبعضُ يُخلقُ في الميلادِ مسموما
وفي الطبائعِ أصنافٌ منوّعةٌ
لا تبتغِ في غَلوبِ الطبعِ تعليما
عودي إليه بأشواقٍ مُعطّرةٍ
وسلّميهِ خوابي الخمرِ تسليما
فربّما تصهرُ الأشواقُ وجدَكما
وتصبحانِ بنارِ العشقِ أقنوما
وتأخذا من إله الحبِّ أوسمةً
وتقبلا منه في الأعناقِ أسكيما
لا بأسَ أن يلعقَ الموهومُ حنظلَهُ
وأن يعودَ جريحَ القلبِ مكلوما
خيرٌ له أن يُعاني في مشاعِرِهِ
من أنْ يظلَّ غبيَّ القلبِ موصوما
شعر: بسام الأسبر