مرثية
بقلم الشاعر محمد أبو رزق
جادت بها القريحة عندما وقفت على قبر أبي لزيارته والترحم عليه
وهي مهداة إلى كلّ من فقد قريبا أو عزيزا أو صديقا
أيا قبر ضممت أعظُم حبيبٍ
صار نصيبَك وكان من نصيبي
أيا قبر غيّبتَ عنّي محاسنه
فما يُجدي صبري ولا نحيبي
أيا قبر حرمتَ عيني ملامحه
فزدتَ من شوقي ومن تعذيبي
ويا موت سلبت روح من أهواه
وساهمت في وحدتي وتغريبي
ليتني كنت له الفدا مما أصابه
ليتك خطفتني وأبدلته بتغييبي
حنّت له الروح والقلب عليه بكى
مَن يُسكت لهفي ويطفئ لهيبي
مَن يداوي جرح فؤاد مكلوم طفا
غربت شمسه وآذن حاله بالمغيب
قلب حطم الهمّ والموت جوانبَه
فلم يعد خافقا ولم يعد مثل القلوب
قلب كسير أذاقه الدهر نوائبه
تعاظم نزيفه وحار فيه طبيبي
وأصعب ما في الحياة فقد أحبّة
لهم في القلب شروق بلا غروب
وما لردّ قضاء الله أبدا من حيلة
ولا قوّة على الموت لردّ المسلوب
محمد أبورزق 31 / 10 / 2020