قصة قصيرة......
هالة والأمنيات
في بساتين الطفولة كانت تلعب مع الأصدقاء، تتعطر الطرقات ببراءتها ، تغرد مع الطيور، وتركض مع الفراشات ، من زهرة لزهرة ، ضحكتها لحن جميل سبحان المعبود.
في يوم ميلادها لبست هالة الجديد وزينت عنقها بطوق الياسمين،وشعرها الحرير بالفل والرياحين .خرجت من غرفتها مسرعة والفرحة رداؤها،لتجد ضيوفا لم تراهم من قبل ،ناداها والدها سلمي على عريسك ،زلزال هز كيانها ، هو كابوس ، أم حلم مزعج رافقها ، هل هذه هديتي ياأبي؟ الطرحة هديتك والثوب الأبيض لباسك . زفت العروس بالزغاريد والأغنيات الصاخبة حاولت سد أذنيها لاتريد أن تسمع شيئا
كسروا قلبها وحطموا روحها وسرقوا أحلامها وذرفت الدموع لتغرق وتنسى قرار الإعدام ، دفنوها وهي مازالت على قيد الحياة . ويلكم من سيقاضيكم يامن دفنتم وفرحتم . استسلمت لواقع رفضته باصرار لتعيش مع زوج فرض عليها ومع ذكرياتها وأحلامها الغارقة في قاع البحار، فلا أمل من النجاة ولا علاج لندوب قلبها وعمرها .
لاطبيب يرمم الجراح ولاعودة للماضي الذي أصبح سراب
هيام الملوحي