بين السَّطرِ والسَّطرِ
بقلم الشاعر غسان يوسف
بين السَّطرِ والسَّطرِ
ينتهي عمرٌ ويبدأُ عمر ..
بين السَّطرِ والسَّطرِ
فواصلُ
ونقاطٌ
وعلاماتُ استفهامٍ
وتعجُّبٍ
وحبٍّ
ووجعٌ
وحنينٌ
وقهر ..
بين السَّطرِ والسَّطرِ
عتمٌ وضوء
وحكاياتٌ تقرأُ الحكايات
وآياتٌ تنسخُ آيات ..
بين السَّطرِ والسَّطرِ
تفرح كلماتٌ
وتنتحرُ كلمات ..
بين السَّطرِ والسَّطرِ
تاربخٌ غامضٌ
وتاريخٌ مقروء
وقصَّةٌ تُحاكي الأساطير
وكتابٌ مقموع ..
بين السَّطرِ والسَّطرِ
تتَّقدُ شموعٌ
وتنطفئُ شموع
يُولدُ عامٌ
ونودِّعُ عام ..
بين السَّطرِ والسَّطرِ
صلاةٌ وخشوع
إيمانً ويقين
وامرأةٌ من طُهرٍ
ونور
كانت أوَّلُ الحكايةِ
وكانت آخرُ الحكاية
حين ابتسمت القناديلُ
كانت البدايةُ
وحين انطفأت القناديلُ
كانت النِّهاية ..
بين البدايةِ والنِّهايةِ
تُولدُ البداية
والمسافةُ بين النِّهرِ والنَّهرِ
غواية
أصغيتُ إلى النِّداءِ
فبكيتُ
أصغيتُ إلى صوتِ الحنينِ
فانتشيتُ
وعدتُ كما ابتدأتُ
أُقيمُ وراءَ الجدار
أُقلِّبُ الأوراقَ
وأقرأُ القصائدَ المنثورةَ كالنُّجوم
أشربُ معها قهوةَ الصَّباح
والمساء
تجلسُ أمامي على الكرسي العتيق
ويدي تتهجَّى خصائلَ شعرِها المجنون
ترسمُ على الجبينِ قبلةً
وقبلةً بين العيون ..
بقلمي
غسان يوسف