....هدية لكل الآباء....
بقلم الشاعر محمد مهداوي
تمهَّلْ غريمي وكُنْ كالخُزامى
تمهَّلْ فسُقياكَ سُقيا النَّدامَى
بِدونكَ لَنْ أستجيرَ الكِراما
ملأتَ فُؤادي هوىً وغرامَا
أبي يا سراجي وسرَّ وُجودي
صقلتَ لساني هدىً ونظامَا
تخلَّيتَ عنْ كلِّ ما تشتهيهِ
لِكي أغتدي كالطيورِ الفطامى
حميْتَ عريني،رسمْتَ سبيلي
سموْتَ بِفكري،كسرتَ الِّلجامَا
إذا كان كل ابنُ أنثى كسيحاً
أنا بأبي مثل سيفِ النشامى
حملتَ الصعابَ على متنِ ظهركْ
وأبعدتَ عني القذَى والِّلئاما
وفضلتَ ذُلَّ العوادي صبُوراً
لكي أغتدي كالهزبْرِهُمامَا
فلمْ تحتملْ أن أكونَ مُلاماً
ولمْ تحتملْ أن أصيرَ رُغاما
رفعتَ همومي تناسيْتَ همَّكْ
تحمَّلتَ عني الأذَى والسّقاما
تحولتَ دِرعاً تُرافِعُ عنِّي
على أنْ أذوقَ الزِّعافَ الزُّؤامَا
لقدْ كنتَ تختارُ لي أصدقائي
وتدفَعُ عنِّي الْعِدا والسِّهاما
تُهادِنُني في الهجيرةِ دوماً
وتُبعِدُ عنّي بلطفٍ الْحَراما
أَبي أنتَ سِرُّ وُجودي فشُكراً
لَقدْ كُنْتَ لي الْمُفْتَدَى والْحِزامَا
بقلم محمد مهداوي