《 فاكهة الحسن 》
بقلم الشاعر أحمد رستم دخل الله
أوقدتُ ناريَ بين الرّوحِ والمُهَجِ
حتى امتلكتُ جنوناً بان في الخَلَجِ
ما زال نصلُهُ في الأحشاءِ مُنغرساً
أبلى الحشاشةَ تاه العقلُ في اللُجَجِ
يا مالك القلبِ قد أرويتَ مُهجتَهُ
حتى تقوّمَ فيهِ الطّبعَ من عِوَجِ
خفقُ الفؤادِ كَوشوشةِ النَّسيمِ لنا
في الصّيفِ داعبَ خدّاً ضاء من وهَجِ
تلك المحاجرُ فيها اللونُ مُنبثقٌ
خُرّافتاهُ بلا قيدٍ ولا حرجِ
جُلُّ الثّمارِ سهامٌ فاق مقتلُها
حربَ البسوسِ وحربَ النّاسِ للهَمَجِ
ما في العطورِ إذا ما بان مُقتَبِلاَ
عطرٌ يُرَقرِقُ ضخَّ الدَّمِّ في النُّسُجِ
طعمُ الأطايبِ واللذاتِ منبعُها
تلك الشّفاهُ وثغرٌ صِيغَ من أرَجِ
من يعذلِ القلبَ إن رقَّتهُ مَخمَصةٌ
فيها الجمالُ كَغيثِ المُزنِ مُنفَلِجِ
ظبيٌ يُناوِرُ أُسْدَ الغابِ يُقلِقُها
عند اللقاءِ تصيرُ الأُسْدُ في حَرَجِ
ما أعذبَ اللحنَ فالمعزوفةُ ابتدأت
فلتسمعنَّ فذاك اللحنُ لِلفَرَجِ
مهما اغترفتَ فهذا الشِّرْبُ يملؤُهُ
ماءُ العذوبةِ والظّمآنُ لم يَلِجِ
ما تعرفوهُ بأنّ الحسنَ ذو أمدٍ
إلا الحبيب فإنّ الحسنَ من خُدَجِ
أحمد رستم دخل الله ..