كالزهور
بقلم الشاعر عبدلي فتيحة
قد مات زهر في الحياة كأنما
ما عاش يوم ما بضلٍ إحتمى
ترك شعاعه في الليالي كلها
و قال صرتٌ جوهرا يوم نمى
و يعانق الشمس خيوطا من ذهب
و يبسط الأوراق يوم اعتزم
فينثر الألوان في البهو الجميل
ليفتن بالريح حتى من عمى
و يُقَبِل الأيام في كلف سريع
لينسى أنه في التراب قد سمى
حتى تهب الريح من جنباته
يصرخ ويصرخ لا مجيب ولا حِمى
يا انت يا من في الأراضي تظلم
سيأتي يوما تُظلمُ و تندم
أو ربما لن تندم أو تعترف
أنّ الغرور كالدخان تضخَّم
و الله وحده إن أراد سيُفهمك
من غرز إبرة أو صراع ربما
لا تحقرنا كل يوم عازم
تطرُق خطوب ستقول كأنما
ما عشتُ يوما في السعادة و الهنا
و لا كنت ضحكا في الثغور أشيم
و اهجر رفيق السوء دوما يحرقك
يسقيك سما إن وجد أو علقم
يرديك نذلا أو ذليلا للذنوب
يُنسيك نفسك كل يوم مبهم
كن بالإله لا بغيره مُعْتصم
أليس ربي من أجار آدم
إذ علَّمه لكل اسم قد جهل
و رحمته ربي لا زالت مفحمة
لكن لا تأمن ناره إن سُعِّرت
إبليس كان خيرها و أعلم
قارب و سدد في وجودك كله
و نهج أحمد لا سواه المغنم
و اسأل ثباتا كل يوم إذ تقم
هذي الزلازل بالذنوب مُقْدِمه
يا رب انت أعلم بما قضيت
و فقني ربي للخيرات لأنعم
فامنُنْ عليَّ بتوبة في خافقي
هب لي الحياة الطيبة والملهمه
عبدلي فتيحة