صوت نواح الفؤاد بداخلي
هادي صابر عبيد
...............
.
أستهلُ والاستهلالُ أولِ
صوت نواح الفؤاد بداخلي
.
أشعلت بطرفِها منقلِ
الروحُ والقلبُ والمُقلِ
.
كغُصن الورد تتمايلِ
وعلى صدرِها حطَ بُلبُلِ
.
صوتها شدا كصفير البُلبُلِ
ومن مبسمِها الشهدُ ينجلي
.
تمنيتُ قُبلة والحياءُ مُكبلي
زادَ بنار الهوى الخجلِ
.
باتت لقلبي الطفلةً ألمُدللي
وعلى هواها يرقُصُ بداخلي
.
لم يعُد عطر النساء يحلو لي
وكأنها لقلبي من السماء مُنزلي
.
ألبستني عيونها عشقا وحللي
بتُ لها عبدا وقلبي فَلِغلي
.
أُمي ترجمُني بالكلام تعذُلِ
تقول أنجبتُ ولدا عاقٌ وأهبلِ
.
كيف لأطلبها زوجةً لولدٌ لي
أدبرت غاضبةٌ بالذم تولولي
.
قُلتُ أُمي لا تولولي ولا تتعجلي
غير هُدى بالنساء لم يحلو لي
.
أنتِ أُمي وأنا أبنُكِ المُدللِ
ماذا عسايا فاعِلٌ بقلبي المُبتلي
.
قالت بيني وبين أهلِها خِلافٌ أزلي
ولم أرضى بابنتهم كنةً في منزلي
.
ولو ذهبتُ لطلبها سأعودُ بالفشلِ
أبوها مُتعالٍ وأمها أحرُمن الفُلفُلِ
.
أبوها أبنُ عمٍ وأمُها أخُتٌ لي
لم يكُلموننا ولم يدخلوا منزلي
.
طَلبت لي فتاةُ على قلبي حنظلي
وقالت هذا نصيبُكَ فتاةٌ مُجملي
.
قال أبي زواج الغصب غير مُحللي
وعن عملُكِ يوم القيامة تُسألي
.
لم يطول زواجا غير مُكمَلِ
وما نفعَ بأولادٌ زواجٌ مهزلي
.
قد ينجبون أطفالا فيهُم عُللِ
خُبثا لأبويهُمُ أو عاهةٌ في الكمالِ
.
لأُمي الوصية على آل منزلي
ولها الطاعة مُعجلٍ غير مؤجلِ
.
ذهبتُ إلى هُدى طبيبة عُللي
لأقولُ لها أنقذيني أنا مُبتلي
.
ردت على السلام صريخا زلزلي
أحرقت القلب والعيون وابلِ
.
انقطعَ الأملُ وحل الوجلِ
المنيةُ حضرت والموت مؤجلِ
.
سرتُ في موكِبِ عُرسي المُخملي
في ديار العروسةِ حطت القوافلِ
.
وكأن عُرسي جنازة والناس تُصلي
أنا الميتُ والعروسةُ كفنٌ مُزينةً بالحُللِ
.
وكما بدأتُ في السطر الأولِ
صوت نواح الفؤادُ بداخلي
.
هادي صابر عبيد
سورية / السويداء
.