سجالٌ شعريّ بين الشّاعرين الدكتور بسّام محمد سعيد
والشّاعرة الأستاذة هيام الملوحي
بعنوان :
سيّدة الأرض
******************************
الشّاعر د. بسّام سعيد
بلون الورود ورائحة ياسمين أرام
وزيزفون كنعان
وعطرِ زهر اللّوز واللّيمون
وعبق الأرض العطشى
لِسُقيا السّماءِ
وهطلِ الغيومِ السّخيّةِ
كرمى سيّدة مدائنِ الشّرقِ البهيّةِ
نورُ الدّجى المبين
***
الشاعرة أزهيام الملوحي
لسيدة مدائن عشقي
ظمأٌ من ألاف سنيني
لأقيم في محرابها عمري الطّويلِ
هي الحب الأبدي
سيّدة النّور المبين
****
الشّاعر د. بسّام سعيد
بمذاقِ رحيقِ الزّهورِ البريّةِ
ونكهةِ هالِ بُنِّ الدِّلال
وأطايبِ العودِ والندِّ
والمسكِ والعنبرِ
بطعم الشّهدِ الجبليِّ والتّينِ
والبرتقالِ اليافاويّ
وليمونِ أوغاريت حاضرة البحر
وسلافة كرمة الجليلِ الطّازجةِ
ورطب نخيلِ الرّافدينِ
وصبّارِ كنعان الحبِّ
وزعترِ التّلالِ الخُضرِاء
في صيف الهوى القدسيّ
***
الشّاعرة أ. هيام الملوحي
أنت شجرة الخلد
ياسمين وجوري وريحان
الشّوق لأرضك في الوتين
سنابل القمح الذّهبيّة
ستبقين لأنّك الحياة
والقمر المنير
في الظّلمات الحالكات
لأنّك الحياة والبقاء
ألست أولى القبلتين؟!
صبيّة مسكنك خلف الأبواب الخشبيّة
المعتّقة بعطرِ الإيمان
******
الشّاعر د. بسّام سعيد
لمقلتيها الشّريفتين يتهادى الضّوءُ
تتواضعُ قناديلُ الدّجى
في حضرة الّلقاء البهيّ للقمرِ
بسهوته المختارة على السّهى
والثّريا هالة البدرِ المبين
***
بِكُلِ مدائنِ العشقِ في الجهاتِ الستِّ
وممالكِ الودِّ السّخيّ
ووصالِ العاشقين الشّهداء الأبرار
على ثراها القدسيّ الطّهور
***
ألفتها فراشاتُ النّهارِ واليمام
أنِسَتها نسيمات الشّوقِ العليلةِ
تتهادى إليها أمواجُ البحرِ الوادعة
للّقاء على شواطئها الورديّة
منذ بدء الزّمان إلى منتهاه
تسكنُ الدّماء الجارية في العروقِ
تعمرُ القلوبَ المؤمنات بربّها
تفترشُ الدّروبَ الواصلة
إلى قبلةِ المؤمنينَ الأولى
تستوطنُ الضّلوعَ والنُّهى
آيةً غرّاءَ تسرُّ النّاظرين
أيّتها الوارفةُ الظّلال
في موطنِ السّنابلِ والجوعى
سيّدةُ الأرضِ المباركةِ
على مرّ الزّمان التّليدِ
والعصور
***
الشّاعرة أ. هيام الملوحي
هي ياسمينة
نثرت عطرها المستطاب
وسارت في دروب الوداد
على شواطئ الحنين
هي سيّدة الكون
محلّقة بين الغيوم
سعياً لتوأمها
وترسل الأشواق والبسمات
للأرض المباركة
تنشد الطيور أروع الألحان
لسيّدة الأرض المباركة
في كلّ زمان ومكان
****
الشّاعر د. بسّام سعيد
قد علمتِ أنّكِ في محرابِ الوجدِ رسماً
على جدرانِ الوئامِ
طيفاً يُطلُّ من العُلا
هيام القصيدة
خفقُ الفؤادِ نبضُ الوتين
***
الشّاعرة أ. هيام الملوحي
*
قصيدة مخلّدة في كتب التّاريخ
وشماً على جدار العمر والحياة
أغنية عبر الزّمان والسّنين
قصيدة في أيام هبوب الشّوق
كلمات مكلّلة بأطايبِ الزّهور
عبر العصور
أيّها السّاكن في حدائق الجمال
الغافي بين زهور الحنين
المستكين في الوتين
تعال نرتدي عباءة الإيمان
نتوضأ بماء اليقين
نرفع أكف الضّراعة
نشرب من عينِ ماءٍ سلسبيل
نتفيّأُ شجرة الخلد
أبد الدّهر
حيثُ قبلة المؤمنين
عروس الكون
قدسُ أقداسِ الأرضِ
مسرى الرّسول