القصة التي هزّت الشارع العراقي..
بقلم الشاعر سعدي الشنون
الطفلة فرح..التي ما عرفت الفرح
من يقمع الحزن ويمنع ومن يردع العين إذ تدمع
إلّا اذا كنت تحمل قلبا رؤوفا بك لا يأخذك الى مصارع الردى..خصوصا عندما تُصرع الطفولة أو يُصرع الجمال بخلاف هذا الذي بين جوانحي هذا القلب الظنين.. علي بشئ من الرأفة والحنين.. قلبي وهذا شأنه كما هو دأبه..لايبحث كيف يسعدني قدر مايبحث عن دموعي كيف أسفحها على خدود فرح حيث تموت فرح دون ان تعرف الفرح ..طفلة عراقية .. جميلة بهية ..عيناها درتان تلمعان.. رغم انهما غافيتان في محجرين من ذهب.. وذلك الشحوب والتعب .. وذكريات يابسات من قصب ..تلوكها فرح وعيناها تحدقان في عجب.. فمنذ سنة أو ينيف قضى ابوها بحادث سير.. ظل يصارع على الرصيف كأنه طير ..وامها قضت في انفجار الحَقَ الدمار.. بكل شئ في الجوار نورٌ ونار.. إشتعل المكان وضج بالدخان الفضاء ثم أتبعه انفجار وتطايرت الأشياء والأشلاء ..والطفلة لا تدري شيئا مما يدور تجري وتدور في باحة دارها المهجور الذي غادره الحنان والسرور..
جدتها ترفضها فقد اودعت قلبها في كيس قمامة كأَخوالِها ذوي قلوب النعامة أثقلهم حِمْلها ففكروا برميها لانها تأكل كما تأكل الملائكة والطيور اخوالها هم أيضا اودعوا قلوبهم في برادات حفظ الموتى إنهم حانقون كيف لا يرمون بالطفلة الملاك وينتهون فأرسلوها الى دارٍ لليُتمِ والعدَم في ليلٍ لفه الظلام ثم بعد عام ابلغوها قبل ان تنام ان لها من جاء يأويها ولم تعلم حبيبتي ان الموت جاء حثيث الخطى نحوها ليطويها ثم بعد عام بعد ان كانت تلهو مع الاطفال لاتدري ماذا يخبئ لها القدر ذلك الذي يعبث بالبشر فلقد تدحرجت على رأسها الذي انفجر كقارورة من زجاج او حجر هكذا يدًّعون اولائك الغجر وماتت فرح وماعرفت يوما ان هناك في هذه الدنيا ثمة شيئ إسمه فرح.....
ياإلاهي وانت في عليائك هناك في السماوات الطباق هلّا نظرت الينا بحنان وإشفاق وأن تمنحنا قلوبا نستطيع أن نضعها في برادات الموتى او في اكياس قمامة
فلقد صارت نفوسنا شتى وعقولنا أتفه من عقل نعامة فلقد اتعبتنا قلوبنا يإلاهي ولم يعد ثمة في قوس الصبر منزع ..
سعدي الشنون..