بقلم الشاعر كمال العرفاوي
*لا تبكي يا صغيرتي*
صغيرتي..
أما زلتِ على الشّاطئ تجلسين
لساعات طويلة تنتظرين؟
أما زلت بالكمنجة تعزفين
كعادتك نفس اللّحن الحزين
و بالآهات و الألم و الأنين
قلبكِ الصّغير تُمزّقين
و تَشُجّين معه و تقتلعين
بالوجع قلوب المارّة و المستمعين؟
أما زلت تخاطبين أمواج البحر
في حزن عن أبيك تسألين؟
ألم تملّي الجلوس على الرّمال
و أنتِ حزينة تبكين؟
ألم تقتنعي بعدُ بأنّ البحر غدّار
أخذ منك أغلى ما تملكين؟
صغيرتي..
امسحي دموع العين
المنسكبة كالشّلّال على الوجنتين
و تمالكي نفسك و تأكّدي
بأنّ أباك لن يعود أبدا
بعد أن غادرنا منذ سنين
و انتقل إلى جوار ربّه
بعد أن ترككِ في حضن أمّك
بالدّفء و الحنان تنعمين
و أبحر بمركبه الصّغير في العاصفة
مضطرّا من أجل لقمة العيش
كي يشتري لك اللّعب
و الحلويات الّتي تفضّلين
إنّه شهيد الغرق
في جنّة الخلد ينعم
و لكنّك لا تدرين
فألف ألف رحمة عليه
من الآن إلى يوم الدّين
و ألهمك اللّه الصّبر
الّذي تفتقدين
و أزال عنك الحزن
الّذي به تشعرين
كمال العرفاوي