سأبحـــــــــــثُ عنــــك
بقلك الشاعر محمد الدبلي الفاطمي
سأبحث عنك في كلّ النّواحي***سأبحث في الجبال وفي الضواحي
سأركب ظهر بحر ضمّ شـــعري***وبالإبداع يـــــغمرني صــباحي
وأنقش فوق وجه البدر شمسا***وأشعل شمـــــــــعتي جنب القداح
وبالمزمار أخــــــــــترق المعاني***فتزهر في السّهول وفي البطاح
أناديك ابتغاء الفـــــــــــجر عشقا***ليحمـــــلني الصّباح إلى الفلاح
////
سأبحث عنـــــــــــك في كلّ البقاع***وأجلب رفقـــــــتي كلّ السّباع
وأنحر كبش عـــــــــيدي في بلادي***صبيحة لـــــيلة عند المراعـي
وبالإقــــــدام أفتتح المــــــعالي***وأطرد من هنا شبح الــــــــضياع
ولســـــــت بتارك وطني مهانا***ولو جلبوا الكثير من الضـــــــــباع
ففي كفّي اليراع وفـــــيه عزمي***وفيه الحرف أشــــــــــبه بالقلاع
////
أنا الوطن المــــــقيّد في الشّعوب***أنا البلد المـــــبعثر في الجــنوب
أنا الشّـــــــعب المدحّن في زمان***أتى جهلا بمخـــــــــتلف العيوب
تراني ظـــــــــــلمة في جوف ليل***ومزبلة بدائرة الخــــــــــــطوب
أضاع حضارتي الخـــــبث المثنّى***وشــرّدني التّأخّر في الــشّعوب
وما ذنبي ســــــــوى أنّي قطيع***يقاد من الشــــــــروق إلى الغروب
////
عقول النّاس غلّــــــــــــفها الغبار***وفي أفواههـــــــــم بال الحـــمار
وظلّ اللّيــــــــــل منـــــغلقا علينا***كأنّ اللّــــــــــــــــيل ليس له نهار
تلاحــــــقنا النّوائب مســــــرعات***ويقمعنا التّســــــــــلّط والحصار
وفي وطنــــي تعدّدت القـــــضايا***وأوقف في محــــــــــطّتنا القطار
تجمّدت العـــــــزائم في بلادي***وأرهــــــــــــــــبنا التّسلّط والحصار
////
أهاج دموع عيني الإغــــــتصاب***وألّمـــــــني التّغوّل والعـــــــذاب
حملت الجرم في صدري سنينا***وجرم البغي يجـــــــمعه الحـــساب
وكنـــــــــت إذا رأيت رجال أمن***طنـــــــنت بأنّهم بشــــــــر كلاب
يخـــــــــيّل لي بأنّ الأمن غول***وأنّ الشّمس يحـــــــجبها الضّـباب
ترسّخ جرمــــــــهم في ذكرياتي***فلازمني الـــــــــتذكّر والمــصاب
محمد الدبلي الفاطمي