أيرضيك...!؟
بقلم الشاعرة سعاد شهيد
أيرضيك أن أقنع بالفتات
أن انتظر منك اهتماما قد يأتي و قد يسقط وسط زحمة الأحداث
أن أسكن هامش الحكايات
أقتات بما تخلفه وراءك من بقايا كلمات
أيرضيك أن أنزوي في سجن من ظنون جائعة هوجاء
كان يا ماكان و ياريت و لعل و لسوف و الباقي آت
أيرضيك أن ألبس عباءة المسكنة جاء الصباح او غاب الأمر سواء
أترك نفسي لخيوط عنكبوت الحياة
تأكلني كذبابة استسلم للظروف انتظر الممات
إمرأة من جمر أنا لا أرضى ببقايا المساء
نار بداخلي و إن بدوت لك رمادا باردا اعتلاه الشيب و حبيباته بيضاء
إمرأة من تراب أنا في باطني حب للحياة
إمرأة من ماء أنا تزهر في راحتي كل الحبات
إمرأة انا من كل مكونات الحياة
لن أحدثك عن غيرتي فمع نفسي أخوض حربا لأخفي نيرانا تأكلني حتى من عطر نسائي في الهواء
لن أحدثك عن عشقي فأنت تعرفه أخطه مابين السطور تسكن النبض الوتين و الدماء
آه لو استطعت رؤية عيني كنت عرفت حجم الآهات
لن أحدثك عن جنوني فقد فاق جنون ليلى و عبلة و بثينة و كل حكايات العشاق
بل أحدثك عن صدق مشاعري في زمن الرياء
أحدثك عن إمرأة تهواك من دون أن تستطيع رسم ملامحك نقشتك وشما في الأعماق
أحدثك عن إمرأة ترفض ارتداء مساحيق الزيف و الهراء
أحدثك عن إمرأة اعتنقت البساطة دينا و صلاة
أحدثك عن عشق روحي بعيدا عن كل الماديات
أحدثك عن إمرأة مهرها حضنك و الباقي فتات
أحدثك عن إمرأة هواء حياتها حروف منك تخصها هي بالذات
أيرضيك أن أدفن عشقي لك بين ضلوعي أسكت النبضات
أخبرها انه كسوف و خسوف و تضارب لعقارب الساعات
أيرضيك أن أبقى معلقة مابين الموت و الحياة !؟
نصف بسمة على الشفاه
نبض مجروح تائه عن مجرى الدماء
أيرضيك أن أكون أمة تنتظر الانعتاق في زمن الحريات
ما أقسى سجن الصمت و ضجيج نبض معلق في سماء سوداء
بقلمي / سعاد شهيد