صوتٌ صارخٌ في البريّة
بقلم الشاعرة فداء حنا
في البدء كان الكلمة
كان إشراقة الشّمس
في الصباح ليزهر ربيع العمر
وتكتمل الحياة
صرتُ نورا على عرش الأرض
أرسِلُ للفصول تباريح الجمال
وعطور الرّيحان والجوري
والبيلسان
أحكمُ بيد الزبّاء هذا الزّمان
وأضع على رأسي
ضفيرةً من زيزفونٍ وغار
***
وسمتني الحياة بأميرة النّجمات
منذ الأزل أعانق النّجوم
أختلي بين الغيوم
أروي السّنابل العِطاشَ حبّا
وأقطف غلال الثّمار
لأزين بنكهتها القلوبَ
فتهبّ نسائم الحنين العليلة
لتجعل الحياة عبر الفصول
جميلة
**
بلاد القلب مصنوعةٌ من الحبِّ
مرصّعةٌ بالأشواق والحنين
باركها ربّي
جعلها ملكة الزّمان
***
نادتني قوافي القصيدة
بصوت من عميق الأزمان
فلبّيت بحروفي وسطّرتُ الملاحم
وأنا أكتب لأرض ابن الإنسان
مباركةٌ الرّوحُ التي صنعت الأجسادَ
وغمرت بقلبها الأرواحَ النّقيّةَ
وأطفأت الدّجى بمصابيح نورٍ ليليّة
وفاح عبيرُ الأرض
وملء الكون جمالا بنكهة
رحيق الزّهور النّديّة
وبلون بتلات الزّنابق البريّة
***
سيبارك الرّحمن حضن الأمّ الرّضيّة
كما بارك صوت نبيًّ صارخٍ
في البريّة فتكون له
جنان الخلد الأبديّة
فداء حنّا
٣٠-٨-٢٠٢١