حالة دفء .
بقلم الشاعرة وفاء العنزي
لا يغرنكم قناع صمتي،فقد اعتدت أن أقدس الوجع وأخبئه في دهاليز ذاكرتي
اعتدت أن أحضن حزن الأرض وأنقى أشواك الألم مني وأرمي بها في أقاصي كهوفي السرية،
اعتدت أن أسير وحيدةو الحياة تحت نغمات شجن صامت بفؤادي،فطال طريقي،وبالطريق ألف حكاية وحكاية...
.بدأت بقلب بريئ يرسم حلمه ويعيش يومه وينقش طريقه بيده ورود الأمل، ويريح في كل محطة ليعانق طبق ذكرياته ويلون لوحة أيامه الجميلة،
قلب توهم في صغره أنه سيفرح حين يكبر....... وانتهت الحكاية،عفوا هي لم تنته بعد.....هي تنتظر شموع الفرح التي أطفأتها متاهات الحياة.
فقد ضمني الوجع بين الحنايا وكابر وكابرت معه،بل أصبح وجعي عصي الفهم. اتجرعه كل لحظة،فتنساب أدمعي، لدرجة انه لم تبقى لي لا أبجديات ولا مقاييس المفروض ألا أفرط فيها،لأعيش لحظة حداد احتراما لأحلام اغتالها القدر.
فأتوقف للحظات واضعة يدي على قلبي،أقول دائما أنه سيستجيب،فهو الخالق العظيم الذي لا تفوته تنهيدة قلب،فأنا أحمل في جسدي قلبا،مرهف الإحساس لا يعرف للمكر ولا للخداع طريق،قلب يتألم ولا يتكلم،يبكي ولا يصرخ، يضحك ويخفي حزن الأيام،قلب يؤمن بالقضاء والقدر خيره وشره دون أي اعتبارات أخرى،قلب يتمنى أن لا يدرج في صفحات النسيان،ولا تنسوني من دعواتكم
احتجت لعزلة وسكون كي أفكر، فأنا كلما فتحت صفحة وجدتها أسوأ من التي تسبقها،عزلة ضربت أعماق قلبي النابض في الأرض الحية فجعلت الأشياء ناضجة وإن لم تزرع نبتا، فأصبحت عيون قلبي في حداد،فالحداد ليس في ما نرتديه بل فيما نراه،
وعشت ممزقة أنا وتائهة، بين نضوج عقلي وطفولة قلبي، إنه قلب طفلة ذاقت من فقر العزلة فأطلقت الشجون على أوتار الكلمات لتحلق معهم في العلياء،عشت أفضع فقر ،وأحلك أيام
فهل تعتقدون أني حين انعزلت ،سأصبح بخير؟
ليتكم سمعتم ضجيج قلبي وأدركتم أنه يصرخ بصمت،فالصمت أبلغ من متاهات الكلام....
فأنا وببساطة لا أتحمل العزلة ولكن لا أقدر على الخيبات.....فأنا طفلة تخاف أن تبقى لوحدها ولا زالت في حاجة لدفء عائلي
ودفء صادق من صديقاتي
فدمتم لي أحبائي في حمى الرحمان
مودتي ومحبتي وفاء العنزي