سِفرُ الضّوء 86
النّاسكونَ في معبد الهوى
بقلم الدكتور بسام سعيد
ويأبى الحقُ إلّا أن يُتمَّ نورَه
ولو كرهَ الكارهون للحياة
ويأبى النّورُ أن تُدرِكَهُ العتمةُ
في اللّيلِ البهيمِ
رغم أنفِ الغيومِ الخِفافِ والثّقالِ
ليسَ لنا إلّا ما تبقّى مِن مدادِ القصيدةِ
في زمن الضّياع والتّلاشي
والاندثار
وسحابة ترتدي فستانَ زفافِها الأبيضِ
على معشوقِها البدر الضّويِّ
في ليلةٍ مباركَةٍ بذكرِ الحبيبِ
بألف سنةٍ ممّا تعدّونَ
أو يزيد
ليسَ لنا إلّا ما تيسّرَ من أحلامٍ ورديّةٍ
وبعض قطراتٍ تُلامسُ ظمأ السّنين
إيذاناً وبُشرى بميلادِ عهدٍ جديدٍ
مُكلّل بالغارِ
وأغصانِ التّينِ والزّيتونِ
والزّيزفون
أيُّها النّاسكونَ في معبدِ الهوى
والرّجاءِ المنشودِ
العاكفونَ في مِحرابِ العهدِ
والوصالِ الأبديِّ
المُقيمونَ الصّلاةَ
تقدمةً للسّماءِ السّابعةِ زُلفى
لعَلَّ الله يتغمّدنا برحمتهِ الواسعةِ
ويُظلُّنا بظلاله الوارفةِ
في زمن التمرّدِ والعصيانِ
وولادةِ الخطيئة المسمومةِ في الكون
تعالوا نُقيمُ عهدَنا القدسيّ
ونرفعُ عقيرتَنا للسّمواتِ العُلا
تقدمةً لسيّدنا ومولانا الإله العليّ
لعلّها تكون ساعةَ إجابةٍ
فيتوب علينا ويجري السّحابَ
وتهطُلُ الغيومُ على الأرضِ العطشى
سقيا رحمةٍ تؤتي أُكُلَها
في ربيعِ العُمرِ المستطاب