في حِضنِ الإنتظارِ ...
بقلم الشاعر فريد المصباحي
إن عاتبْتُ القدَرَ
فلِطولِ الإنتظارِ
بَوْحي ضجَـرٌ
وصَمتي حذَرٌ
لن أنتظرَ
كثيـــــراً
عُمري يَمضي
وفؤادي بــكِ
قد ٱفتُتِنَ
لا أرى أمامي
إلاّ طيفـــــكِ
في العـابِرينَ
يمضـي
كسرابٍ
كخيـالٍ
كمـــوجٍ
يضـــــرِبُ بقوةٍ
على قـــــــــلبي
ويجرَحُ ما تبقّى
من ذكرياتٍ
من الماضي
الجَـــــــميلِ
إنتظرتُك في طريقِ
الأمــلِ
لكن ضاعَ مُرورِي
وطال ٱنتظــــارِي
لم أجِدْ أمامي
إلا ٱحـــتِضان
الإنتــــظارِ
واللاّمبالاةِ
والضّياعِ على
عتَباتِ الشّوقِ
والحَنينِ للأبدِ
أنتِ عُمـري
وحَـــــياتي
ولستِ كأيِ
أحـــــدٍ
جمالُكِ تاهتْ
فيه أشرِعَتي
تلالٌ من الأشواقِ
فـي أورِدتِي
تُصارِع موجَ
الغِيـابِ
وعلى أجنحةِ
دفاتِري
تُسافرُ كلماتِي
إلـــــــى وطنٍ
أضمّهُ إلى صَدْري
كُلّما فقدتْ
أضلُعي بَوصــلةَ
الجَــــــمالِ
واللحـظاتِ
الســــعيدةِ
لأعبُرَ نحوَ طُرُقِ
الذّوبـــانِ
في لآلىءِ
وجْهِها المليحِ
في حضنِ الإنتظارِ
أغفُو
مرّةً وأنامُ أخرى
لعلّي أرى
الغيماتِ النائمةِ
على صدرِها
تذوبُ
شيئاً فشيئاً
وتصحُو حدائقُها
وتتَزيّنُ
لفراشاتٍ
ترسمُ قبُلاتٍ
على وجنتَيْها
وقتَ غُروبِ
مصابيحِ شوارعِ
الخجلِ
لتَنامَ على عناقيدَ
طال ٱنتظارُها
لقَطفِ ما تبقّى
من عِطرِ ليَالي
الأُنس الماضيةِ
الخجولةِ ...
بقلم: فريد المصباحي/ المغرب