حقيقة ...
بقلم الشاعر عبد الوهاب ياسين الإبراهيم
هبَّ النسيمُ ، وعن غير ذاته ،حقّاً كان منشغلاً ، منشغلاً فلم يعرف الغيمُ لوناً ، ولم يدرِ أين هو .
ووجه الأرض مازال أسمراً هنا ، ماانفكّ يطلبُ جهداً ، يُعيدُ إليه ابتسامةً خضراء، لطالما رسمها القدماء على قمم الجبال الشامخة، يعرفها البحر الذي تتلاطمُ أمواجه على الشطآن ابتهاجاً لها ، وبها .
والكونُ ، رغم أنّه واسعٌ جداً ،وعميقٌ جداً ،لكنه لا يتسع لذلك السر العجيب الكامن في حبة القمح.
لتبقى بين البداية والنهاية، مسافةٌ قصيرة جداً ، بل متناهية في الصِّغَر ، كما بين الشيء وذاته ، وهي مسافة مستقيمة لم تنحنِ إلا عطفاً على البشر الضعفاء .!
لمَ التّعجب؟
فالحقيقة التي تُوحِي بها الذرّة ،
والتي تُعرَف عبر المجهر ،
هي ذاتها التي تنطق بها المجرّة،
والتي تُرى عبر التلسكوب ،
وهي ذاتها في نفس الإنسان،
و يستطيع أن يُدركها ببصيرته،
(حقيقة واحدة )
بقلمي
عبد الوهاب ياسين الإبراهيم