حديث القلم
بقلم ااشاعر محمد أبو رزق
رفيق دربي منذ عهد الصبا
وأنيس وحدتي في شرخ الشباب
ما خنتَ عهدي يوما ولا خذلتني
وما سجلتك في لائحة الغياب
صادق الودّ أمينا كتوما للسرّ
ما عهدتُ أوفى منك بين الأتراب
أخرسُ ناطقٌ وأعمى لكنك مبصر
نحيلَ الجسم وتأتي بالعجب العُجاب
إن احتجتك في أفراحي كنت معي
وتؤنسني في لحظة الحزن والأوصاب
ترجمان لساني ورسولي في حاجتي
تعرب عن مكنوني بأحسن الإعراب
إن بكيت شاركتني بدمعك السخي
أو فرحت سال مدادك كالبحر العباب
أنت الوحيد الذي أبثك أشجاني
فتسطرها بأمانة في رقّة وانسياب
أنت الخليل الذي أشكو له ما بي
وأصدقه القول دون خوف أو ارتياب
أنت الجسر الذي أمشي به إلى الناس
وفرسي الصّاهل ذو السرج والركاب
كم وصلتَ حبال ودّي مع أحبّتي
إن في قربهم منّي أو حالة الغياب
قلمي أنت صديقي أنت عقلي وفكري
أنت وجداني وخفقان قلبي الوثّاب
رفيقي في البيت والشارع والمكتب
في نومي ويقظتي دوما في اصطحاب
ما عهدتك إلا خدوما طوع أناملي
في المدرسة وبين الأوراق والكتاب
لولاك ما عرفت أبدا سرّ الحروف
ولا أدركت كثيرا من العلوم والآداب
بك تعلمت ما لم أكن قبل أعلمه
فكنت نعمة للخلق من الكريم الوهاب
يكفيك فخرا أنك أول الخلق قاطبة
بك سطر الإله كل المقادير والأسباب
وفي القرآن المجيد سمى الله بك سورة
إعظاما لقدرك وعبرة لأولي الألباب
محمد أبورزق