[[ راوَدَتنِي ]] ...
بقلم الشاعر أحمد سالم
راوَدتنِي باستحياءٍ وقالت هيتَ لَكْ
فقلتُ لها معاذَ اللهِ قد تابَ غَرامي
فقَدَّتْ أديمَ الحَشا من قُبُلٍ
ومن دُبُرٍ مَزَّقَتهُ وباتَتْ في عِظامِي
واوَجَسَتْ خِيفَةً ترعُدُ بأضلُعِي
حتَّى أبقَتْنِي سَقِيمًا كالهَشِيشِ حُطامي
فقلتُ لها ما لكِ والليلُ زائِرتِي
فقالت إنَّما بالدُّجى يَشتَدُّ اضْطرامِي
فرُحمآكِ .. خَفَّفِ الوطءَ فإنَّنِي
ما أظُنُّهُ يَقوى على الوجْدِ هيامِي
ورِفقًا بِحالٍ مُعذَّبٍ قَد تَردَّى
مابينَ ضَنى كأنَّهُ بالوصَبِ فِطامِي
وقَد فاحت على الأنفاسِ تَلُظُّ وقِيدًا
كنافِخِ الكِيرِ تُذَكِي فَيحَ ضِرِامِي
وكَأنَّها في دُجى الليلِ حُذامٌ
فَبِئسَ القَولُ ما قالت حُذامِ
كزرقاءِ اليمامةِ يَومَ ناحَت
أرى القَومَ قَد لَبِسُوا الخُزامِي
لِتُلْقِي نّحِيبًا على الزّفَراتِ كَؤُودٌ
صُراخٌ تَمطَّى على عَجِ ّ زِمامِي
( فيا ) من هَجَوتَنِي بِاللهِ دَعْكَ
وبِاللهِ دَعْكَ مِن تَزَمْزُمٍ وذَمَامِ
وأنا لستُ إلَّا جُندٌ من جنودِ اللهِ
يُقَدِرُنِي لِمن شاءَ للذَّنبِ حِجامِ
فأيقنتُ أني ظَلمتُها بالظُلمَ نَفسي
تِلك هيَ الحُمَّى تتقَمَّصُ أدوارَ فِصامِي
وتَفرِدُ جناحيها عِندَ الفجرِ راحلةً
ثُمَّ تعودُ لتُسامرَ ديجورَ ظلامِي
لتُحدِثَنِي ولِتَهمِسَ بمواجِعي صَخبًا
يئِنُّ على سَجايا القاحِلاتِ الظوامِي
فاستَعمرَتني وأطبقت بالحِصَارِ مدائِني
ثُمَّ غَادرَت وألقتْ عليَّ بِالغثاثِ سِقامِي
*********************
كَؤود / أي بمشقَةٍ وتعب
حُذام / هي إمرأة في الجاهلية يُضرب بها المثل في حِدة البصر كزرقاءِ اليمامة
بقلمي المتوااااضع/ أحمد سالم