---الذكر الجميل---
بقلم الشاعر عزاوي مصطفى
الْقَلْبُ مَيْتٌ إنْ لَمْ تَسْمَعْ مَواجِعَهُ
وخائِنو الْعَهْدِ عِنْدَ الحَسْمِ أَمْوَاتُ
ونَجْمَعُ الشَّمْلَ بِالكادِ دَهْرًا
وَيَأْتِي الشَّارِدُ المُزَيَّفُ الشَّتَاتُ
فَيَسْعَدُ مِن بَائِعِي الْمِيثَاقِ غر
وَيَأْتِينَا مِمَّنْ ضَمرَ الْغَدْرَ الْفُتَاتُ
وَنَشْرَبُ الْعِزَّ مِنْ آبَاءٍ وَثَدْيٍ
وَالطَّيْرُ مِنْ صَيْدِ الْأُسْدِ يَقْتَاتُ
أَمُرٌ عَلَى الغادِرينَ وَلَا أُبَالِي
كَأَنَّهُمْ مَنْ سُفِهِ الْكَلَامِ رُفاثُ
وَيَنْسَى الصَّغِيرُ عَنَاءَ عُمْرٍ
وتَرْبو بِنَفْسِهِ الجَوفاء الْمَلَذَّاتُ
فِي الْخُلَّانِ أَضْوَاءُ بَدْرٍ
وَفِي الغَادرينَ غَضُّ الطَّرْفِ سِمَاتُ
وَمَنْ أَتَانَا يَمْشِي فِي بَهَاءٍ
حَقَّ القَوْلُ "أَهْلًا "والإِنصاتُ
وَيَأْمَنُ العَوادِي مِنَ الْأَيَّامِ وَيَنْسَى
أَنَّ الدَّهْرَ إنْ طَالَ أحناثُ
وَيُفْلِسُ النَّاسُ مَنْ مَالِ وجَاهٍ
وَتَرْفَعُ السَّهْمَ مِنْهُمُ الْحَسَنَاتُ
وَيَزْرَعُ الْخَيْرَ لايرجو جَزَاءً
كَأنَّ الْخَيْرَ فِي الْعَالَمِينَ هِبَاتُ
وَيَزْدَادُ العَاشِقُ الْفَلْسَ فَلْسًا
وتَعْلو مِنْ سَيِّدِ النَّفْسِ هَامَاتُ
وَمَنْ أَسَاءَ فِي الْقَوْمِ فِعْلًا
حَفَّتْ حِمَاهُ أَشْوَاكٌ وحَافاتُ
فَلَا خِلًا حَبَاهُ الْوُدَّ حُبًّا
ولانَجَّاهُ مِنْ حُكْمِ الْقَائِمِينَ إِفْلاَتُ
كِتَابُ الشَّارِدينَ كَرٌ وَفَرٌ
ومُعْجَمُ الصَّائِبينَ عِظَاتُ
وَذِكْرُ الْكَرِيمِ عِطْرٌ فِي الْوَرَى
وَسَيِّءُ النَّفْسِ رَاحَتْ بِهِ الْأَجْدَاثُ
وَأقْصِدُ الْبَارِي بِالْبِرِّ ليلًا
فَتْرْبِكُ الذِّكْرَ الْجَمِيلَ جِهَاتُ
عزاوي مصطفى