*صدفة*
بقلم الشاعر كمال العرفاوي
تناثرت الحروف
وتبعثرت الكلمات
و جفّ الحلق
و تسارعت النّبضات…
حين مررتِ بحيّنا صدفة
ذات صباح ربيعيّ مشرق
مرور النّسمات
بعطرك السّاحر…
و وجهك الأسمر الصّبوح…
و ابتسامتك الرّقيقة…
وأجمل القسمات
و رمتني سهام عينيك العسليّتين
في مقتل
فنزف الفؤاد حبّا و عشقا
و غنّت الطّيور
و رقصت فرحا الفراشات
فصرتُ من حينها
أسير الهوى
أسير ابتسامتك السّاحرة
و عينيك الحالمة
ولم تعد تسعني
من فرط عشقي و غرامي
لا الأرض و لا السّماوات
و إن باعدت بيننا المسافات
سكنتِ الفؤاد
وصرتِ الهوى
و الهواء للحياة
وطال ليلي وزاد أرقي
و تورّم جفناي من السهاد
كيف أنسى طيفك الذي لم يفارقني
و لو للحظات؟ !
كيف أنسى أنّك غيرت عقارب ساعتي
و نسق الحياة؟ !
كلماتي لم تعد كالكلمات
و جملي لم تعد كالجمل
تؤدّي الوظيفة و الغايات
فصرت هائما على وجهي
أبحث عن طيفك
بين الأزقّة والحدائق والغابات…
علّني أسعد بلقياك
وتنقشع السحب والغيمات
وتحلو برفقتك الحياة
وتوالت الأيام والسّاعات…
ثقيلة، رتيبة، كئيبة، حزينة…
حتّى سُعدت من جديد برؤياك
فتفتّحت أزهار حبّي
وتسارعت دقّات قلبي
و ازداد هيامي بك وعشقي
و تتالت اللّقاءات…
وتبادلنا عشقا بعشق و الابتسامات
فصرت بلسما لجروحي
و توأم روحي
لا… بل صرت روحي
و النّفس والهواء والدّواء
و نبض قلبي والدّماء
و أجمل ما في الوجود
و الحياة…
فكتبت في دفتر أشعاري
أفضل قصيدة ضمّت أجمل الأبيات
كمال العرفاوي