لماذا نـضـع العِطْر؟
بقلم الشاعر الحسين صبري
لم يكن يعلم الملك(كورسيوس)حينما سَك العملات المعدنية بأن تلك القطع ستشري النفوس والضمائر
ولربما إن بقينا على تلك المقايضة لكان أفضل أو لعلني أكون مخطئ وحدث وإن قايض أحدهم (كرسي) بالوطن
لا أعلم اليوم لما توجد حقول الورود ولما يتم زرعها أصلاً، تُخبرنا الشمس كل يوم ها أنا عدت إليكم من جديد فهل لكم أن تعودا إلى رشدكم وحينما تغيب فهي لا تودعكم على أمل أن تأتي من بعد الظلمة وتشرق لتجدكم أفضل حالاً
أنا لم أسمع في حياتي مشاجرة بين حجر وحجر وحتى المشاجرة بين القطط هي مشاجرة عادلة من أجل الفوز بقلب الحبيبة ومذ كنت صغيراً أعلم بأن للحيوانات قانون وأن لكل مجموعة مكان يخصها، حتى تلك السحب الماطرة والتى تصدر صوتا مدويًا هي لاتتشاجر وانما تسوق إليك المُزْن لتروي حقلك وتسقي زرعك ليعطر ويفوح عبقه وينثر أريجه ولكن مانفع الورد وقلوبنا مملؤة بالبغضاء والحقد
أسمع وأري قلوبًا تُطحن وأفئدة تُمزق وأشلاء تُبعثر وكذبا ينضح كذبا ونفاق يقدح نفاق بين الإنسان وأخيه الإنسان
أنا لم أعرف لماذا أختير أسم الإنسان للبشر، فالحمام رمز سلام وغصن شجر زيتون رمز سلام ووضعنا احجارا ترمز للسلام، حتى الثعابين مسالمة إن لم تعتدي عليها والحقيقة لا يحق لنا أسم إنسان
من الذي يقتل، من الذي يسب، من الذي يشتم، من الذي يسرق، من الذي يعذب ويُنكل ويبصق، آليس نحن اليشر
الكل مثل بعض الكل يرى ويسمع، بغَضِّ النَّظر ويغُضُ الطرف
وأسئل نفسي سؤال إن كان البشر كل البشر يدخلون في سبات كالدببة الرمادية حينها سينعم العَالَم بالأمن والأمان والإستقرار وستجد المروج والفراشات والعصافير وحتى الخيول في البرية ينعمون بالسكينة، فالإنسان هو سبب الدمار والحقيقة نحن أقل مرتبة من كل المخلوقات
الشمس تشرق على حقول الأزهار والأزهار ليست للزينة فقط فعصرها ومضغها ومزجها ينتج عطرا فذاك العطر يتعطر به الإنسان ليخفي رائحته النتنة التى باتت ترى بالعين فالشمس ستصبر عليكم إلى حِين، ولن تروها مرة اخرى وستخرج لكم برداء آخر ومن مكان آخر لأنكم تدمرون الحياة وهذه الأرض ليست لكم وحدكم...
#الحسين