المسافر....
بقلم الشاعر أبو سهيل كروم
أسافرُ عبر مطارات العالم
وعبر البحار
أبحثُ عن تلك المدينةِ
وعن تلك الطفلة ِ
بضفائرها الجميلة
ووجها البريء
اجوبُ كلُ المدنِ وأبحثُ
في قاع القرى والبلدات
اخاطبُ الاشجار والطيور
وشقائق النعمان.
ابحثُ عن تلكَ المدينةِ
وتلكَ الطفلة
اسافر بين الاقطارِ بلا هوية
ولا جواز سفر
لم يوقفني إحد. ولم يسألني
أحد من أنا.
ومن اي قبيلة.
لم تكن حدود تلك المدينة
عليها سياج ولا اسلاك شائكة
ولا عساكر
كان يكفي ان انطق اللغة العريية
لاجوبَ كل الشام وبغداد وما بين
النهرين
وأنا ابحثُ عن تلكَ المدينةِ
وعن تلكَ الطفلة.
ايها العالم الممسوخ.
ايها العالم المتشرذم
بين قيسٍ ويمن
بين شامي ومغربي
دعوني اعبر .كما كنت.
لا هوية.ولا جواز سفر
فما زالت لغتي عربية
وعروبتي قوميتي.
فلمَ اضعتم مدينتي
ولما قتلتم تلكَ الطفلة!
لما تشرذمنا
وأضعنا لغتنا وأصالتنا!
وأنا ما زلت ابحثُ عن
مدينتي...
قالوا اسمها اورشليم
ابتسمت
قالوا اسمها جيروزاليم
ابتسمت
قالوا لما تبتسم.!
قلتُ ايها الاغبياء
ايها العابثون بالتاريخ
مدينتي.. كان اسمها
القدس
صار اسمها القدس
وسيبقى اسمها القدس
عرفتُ أن تلكَ الطفلة
شهيدة.
وشممت عطر دمائها ودماء
كل الشهداء من تحت شوارع
المدينة
ابو سهيل كروم
ِ