الدُّنْيا خَدَّاعَةٌ
بقلم د. محمد الإدريسي
أيَّتُها الدُّنْيا إلى أيْنَ أنْتِ بِنا ذاهِبَة؟
يا مَنْ بِها يَتَعَلَّقُ فَلَيْسَتْ لَكَ دائِمَة
فنادِرًا ما تَبْدو مَحاسِنُها دَوْمًا باهِتَة
يُصْرَفُ جُلُّ الوَقْتِ بَحْثًا عَنْ سَعادَة
الأُمْنِيَةُ و المُناجاةُ مِنْ أجْل اِبتِسامَة
ماذا تُريدِينَ مِنَّا وَعَدْتِ أَنْتِ كاذِبَة
الكُلُّ يَسْعى إلَيْكِ أنْتِ عَنْهُم غَائِبَة
تَغْدِينَ فَتَمْسِينَ على نُفوسٍ شاحِبَة
تُوَزِّعِينَ عَناءَ الأتاوِيهِ مَمْزوجَةً ناخِرَة
مِنْ خِلال مَكْرٍ بِنَظْرَة عُيونٍ ساحِرَة
سَوْفَ تُغَادَرُ الدُّنْيا إلى قُبورٍ غاشِيَة
لا تُوجَدُ بِداخِلِها فَخْمُ قُصورٍ عَالِيَة
تَعَلَّمْ مِنَ الحَياة أنَّ الدُّنْيا عَنّا لاهِيَة
تَكونُ مَعَك تَنْقَلِبُ عَلَيْكَ في ثانِيَة
لا تَهْتَمُّ بِالشَّقاء بِأحْزان عُيونٍ باكِيَة
الدُّنْيا أسْرَعُ في تَقَلُّبِها كَأنَّها باقِيَة
ما تَصْفُو لِأَحَدٍ هِي تعْلَمُ أنَّها فانِيَة
أيَّتُها الدُّنْيا خَفِّفي عَنَّا أتْعابًا طاغِيَة
مَتَى تَنْتَهي حِصَّةُ دَرْسِ دُنْيا بَاغِيَة
كُلٌّ يَتمَنَّى النَّوْمَ عَلى خَرِيرِ ساقِيَة
شِعْرٌ يُكْتَبُ لا يُغالِطُ حَقائقَ نارِيَة
دُمُوعُ كَلِماتٍ تَنْخُرُ قَلْبَ أعْرابِيَّة
قِطارُ الدُّنْيا يَسْرَعُ بِأحْزانٍ قاَسِيَة
الدُّنْيا لَمْ تَكُنْ يَوْمًا عَلَيْنا راضِيَة
فَلَمْ تَكُنْ يَومًا في سُلوكِها مِثالِيَّة
طنجة 01/04/2022
د. محمد الإدريسي