أوفير
بقلم الشاعر أحمد عاشور قهمان
(أوفيرُ) فجرُ الحسن فيكِ توالى
يغزو ترابك نُظْرَةً وخيالا
تزهو الطبيعة بالتألّقِ طاعةً
لله تسجد هيبةً وجلالا
و تجمّعتْ سُحُبُ الحنينِ وخيّمتْ
حتّى إذا امتدَّ الجَناحُ وطالا
بكتْ السماءُ وخطّ دمعٌ هاتنٌ
فوق البسيطة خضرةً وجمالا
وتلطفتْ تحيي خريفك نسمةٌ
كالثلج تقطرُ رقّةً ودلالا
فاخضرّتْ الأشجار بعد يباسها
شكراً لمحييها الإله تعالى
وتعانقت كل الغصون و أينعتْ
والورد في عمق التأنّق جالا
يسمو الجَمَالُ بعطرِهِ متفرّداً
ويفيءُ من عذب الظِّلالِ ظِلالَ
وَ هَمَتْ عيونُ الأرضِ ترسمُ لوحةً
والماءُ يرقص صافياً شلّالا
والنهرُ يعزف والطيور تمايَلَتْ
تغزو القلوبَ فصاحةً و مقالا
غنّت فأنطقتْ الجماد ترنّماً
و الفجرُ يخطرُ شامخاً مختالا
يا فتنةَ الدنيا وبهجة أنسها
رَسَمَ العُلا في دربك الآمالا
بقلمي:احمد عاشور قهمان
( ابو محمد الحضرمي )
اوفير : اسم من الأسماء القديمة لمحافظة ظفار بسلطنة عمان التي تمتاز بموسم الخريف حيث تخيّم السحب في سمائها و تمطر السماء مطرا خفيفا كأنّما تنثُّ نثا طوال ما يقرب من ثلاثة أشهر فتصير جنّة الله في أرضه وتخضرّ الأرض و ترقص شلالاتها طربا ويفرح البشر والشجر والحجر بنعمة الله سبحانه وتعالى.