تعالوا أيها الأحباب
تعالوا نقيس معاني الوجود
بحجم المآسي وكم النكد
بمقدار الشقاء
بحد الألم ، بضيق الأمل
بشيئ من يقين في دولاب يأس
فيما حدث ويحدث هذا الزمن
تعالوا نقيس الأمر لدينا
ولدى من يسوقون إلينا البلاء
من يتولون
إهدائنا المحن تلو المحن
تعالوا نطور قياس أوجاعنا
نمايز من منا أشد إحتمالا للألم
تعالوا نلوك خيباتنا القادمات
ونستعد لما هو أدهى وأمر
تعالوا ؛
مادام لا يحدنا قهر أو ضيم
نتلذذ للسياط
لوقعها على أجسادنا
لمرأى دمائنا
وإن أحسسنا ،
إن بلغ الضرب أشده
رجونا السماء
لا نحرك ساكنا ، ألفنا البلاء
نثور نثور
لمزيد من ركوع
ومزيد من خنوع
لحكم فجار وأولاد حرام
لا يختلفون كثيرا عن قطاع طرق
همو وما لهم في العادة من أزلام
وما شاء الله مما يجمعون
من أذناب وخُدام
للأجنبي وأولاد العام سام
لا نميز بين ثوار وبين ارباب ظلام
ولا نفرق بين نصر واستسلام
لا نميز ما تُحشى به آذاننا
من قبح كلام ومقاصد
مما ينسبونه لتراثنا هذه الأيام
وينطلي علينا الكلام
تعالوا نقدس غبائنا
وننسى انتمائنا وقيمنا
وتاريخنا وما يطالبنا به الإسلام
من عقل وبصيرة وحسن ختام
تعالوا نطور مقياسا
نحتكم إليه ، نحدد جبن وغباء الأقوام
أيتها أشد قابلية للنكوص
وعداءا للتقدم وركضا وراء الأوهام
لا تشبع بؤساً ولا تتقي جحيماً
مخلوقة لاستقبال المآسي والآلام .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
عبدالعزيز دغيش .