إياكَ والظُلم
----------------------------------------------
حَبِيبَ الرُوحِ تَمَهَّلْ حَاشَاكَ
أنْ تَظلِمُ
وتُبِيحَ قَتلِي بِلا ذَنْبٍ أخَافُ
عَلَيكَ تَتَألَّمُ
مَا أحبَبتُ غَيرَكَ في حَيَاتِي
أنَا السَقِيمُ بِكَ أنَا المُتَيَّمُ
ومَارَسَمتُ غَيرَ وَجهِكَ
في عَيني
ومَاسَري غَيرُكَ في الضلُوعِ
وفي الدَمُ
ومَامَشَيتُ إلا وأنتَ خُطوَتِي
وغَايتي وأمنِيَّتِي آرَاكَ
دَاومًا تَتَبَسمُ
في شَرِيعَةِ الهَوَى أعَلَمُ أنَّ
السُهدَ حَلال والوَجد حَلال
حَتَى القَتلَ حَلالٌ ولَم يُحَرَمُ
لَمْ أخشَ قَتلِي أبدًا في هَوَاكَ
لَكِنَني أخشَى قَتلي مظلُومًا
عَلى يَدَيكَ وٱعدَمُ
رُحمَاكَ رُحمَاكَ فَمُضنَاكَ بَاتَّ
الَليلُ سهرانا يَخشَى طلُوعِ
الفَجرِ دُونَ أن تَتَكَلَمُ
ويَخشَى شروقَ الشَمسِ
وشَمسُ عَينَيكَ غَائبَةُ فَلا
شَمسُ يَرىَ ولاَ النهارِ يَعلَمُ
رُدَّنِي إلَيكَ رُدَنِي إيَاكَ والظُلمُ
يَامَنْ تَحكُمُ
بَبنَ يَدَيكَ قَلبٌ ورَوحٌ وشَعبُ
مِنَ الأشواقِ يَنتَفِضُ ولَنْ يَقبَلُ
أبدا أن يُهزَمُ
إنْ كَانَ ذَنبِى أنْى أحِبُكَ أكثرَ مِني
فَمَا أكثرَ ذنُوبي
فَأنَا أنَا فِي حُبكَ المُجرِمُ الآثِمُ
إنْ مَرَّتُ لَيلَتُكَ بُكَاءً فَلا تَظُنّ أنَنِي
كُنتُ أنعَمُ
كُنتُ أبحثُ في الوُجُوهِ عَنكَ بَينَ
نجُومِ الَليلِ المُظلِمُ
وأبَيتَ النَومَ رَغمَ مَرضِي وبَيني
وبينُكَ خِصَاما يَشُق الصدرَ كَسَيفُ
حَادَّ لاَ يَرحَمُ
وإلى الآنَ لاازِلتُ تَائهًا أبحثُ عَني
وكُل لَحظَة تَمُرٌ بِي أزدَادُ ظَمَأ
واحتراقا وأُكَفرُ عَن ذنبٍ لاَ أعلمُ
فَقُلْ لِي بِاللهِ عَلَيكَ سَبَبًا لِتَحرِمَنِي
لَذةَ لِقَائُكَ ودِفءُ أنفَاسكَ وهَمسُ
عَينَيكَ القَاتلُ الحَالِمُ
وإنْ لَمْ تَعرِفُ لِجَفَاكَ سَببًا فَتَعَالى
تَعَالى أنَا الذي أعتذرُ مِنكَ عَن لَيلةٍ
قَضيتُهَا حَائرًا تَتَألَمُ
يَامُنَى القَلبِ وهُدى الرُوحِ أنتَ
مزرُوعٌ في أجزَائي وفي صَوتي
حِينَ أصمُت وحينَ أتَكَلَمُ
مَنْ عَاشَ في الدَمِ لاَيَطرُدَهُ خِصَامٌ
ولاَ هجرُ بلا سَببٍ يَظِلُ بِسُكنَاهُ
يَنعَمُ
أُشهِدُ الله أني أُحِبُكَ أحِبُكَ حُبًّا وحدهُ
اللهُ بهِ أعلَمُ
••••••••••••••••••••••••••••••••••
حسام الدين صبرى/ديوان/ آخر ماتبقي من الشعر