لسواك لن نشكو
بقلم عبد الحافظ عبدالله القباطي
لِمَن اشتكي بثِّي وحُزني والأسى
لسواك لن نشكو مدى الأزمانِ
ولدونك العينان تجمُدُ دمعها
تَعِسَ الذي يشكو الى الإنسانِ
فالضَعفُ لا يدنو لضعفٍ مثلهُ
والصيدُ لايلجأ الى الحيتانِ
ربَّاهُ إن السيلَ قد بلغ الزُّبى
والموجُ قد أهوى عُلا الأركانِ
وتلبدت صافي السماء وما هَمَى
غيثٌ ولا انفرجت عن الأوطانِ
وتلطخت بِيض الصحائفِ بالدما
حَضِنَ البُغاةُ ابليسَ بالأحضانِ
وتكالبت سُود الليالِ على الضحى
حتى تمادى الظلم بالطغيانِ
طفلٌ برئٌ في العراء بلا دوا
ودموع مرضعةٍ على الأوجانِ
ومكرَّماً أمسى شريداً بعدما
هدم الشقاءُ دعامة البنيانِ
وتوسَّد الشيخ المُسنُ على الطوَى
مستأنساً بمعالم الخفقانِ
وتربَّع الموتُ الزؤامُ سماءنا
وتبددت للحب كل معانِ
أنت السلام ومنك يأت سلامنا
عجِّل به يا صاحب الإحسانِ
بدِّد إله الكون كل همومنا
أنت الجدير بحمد كل لسانِ
فرّج عن الأوطان كل غمومها
أغرِق دعاة الشر بالطوفانِ
✍عبدالحافظ عبدالله القباطي