الأحد، 28 أغسطس 2022

Hiamemaloha

رحيلك المعجل للأديبة فاديا صالح

 رحيلك المعجل 

بقلم الأديبة فاديا الصالح

كنت أتجاوز غيابك بقناعاتي .. و أرتب أفكاري بحرص كيلا أتخبط في دوامة الغياب المتعب ..

مضى على رحيلك عدة سنوات و لا تزال قبعتك و تسبيحتك معلقة على جدار الروح تنبض بالحب و الحضور ..

تلك الليالي يا سيدي التي أفلت كانت حافلة بالشموع و الدفء ..كانت ولا تزال تبعث رائحتك في كل أرجاء منزلي الصغير ..


خيالك لم يرحل .. و لم يغادرني البتة ..خيالك الذي نُقش على شبكية العين ..لا يزال ستارا أحتمي به إن لجّت الذكريات و عصفت بما تبقى من روحي ..

لا زلتُ أذكرك .. و أذكر طيب حديثك .. و صوتك المتخم عندما كنت تنادي بأعلاه اسمي ..يجر وراءه بحر لا امتداد له من الدفء و الأمان ..و كأني أحتمي به من ظلمات سحيقة ...

لا أخفيك يا سيدي أنني ما نسيتك يوما و لا غادرت خاطري لحظة ..لكن أقدامك أسرعت في دروب الرحيل ..تسلكها ..

من لي غيرك يطرق بابي إن عصفت بي رياح الحنين التي لا ترحم ؟

من لي غيرك يؤنس وحشتي ..وحشة الروح إن تاقت و إن حنت و إن استوحشت ظلام ليال كانون دونك ؟

من لي غير قلبك .. قلبٍ أتوسده بحزني الطويل ..؟

من لي غير عينيك دليل و هدف و غاية و سبيل ؟


مضت تلك السنوات على رحيلك المعجل .. و أنا كما أنا أقف خلف بابي كل صباح و عند حلول الظلام ..  أنتظرك ..بحرقة قلب أمّ ودعت وحيدها ..لحرب لا ترحم و لا تذر ..

أقف على قناديل أشواقي عند كل صلاة و أذكر اسمك و عبرات تجترح خاطري الهش  ؟؟؟.. و أطلق أمنياتي للسماء ...

أيها الراحل عني بعيدا ...! 

هلّا أتيت و حقائب الفرح في يديك ..!

هلّا أتيت و غردت أسراب الطيور فوق هاماتنا !

هلّا أتيت و تحت عباءتك ألوان نيسان و قوس قزح ..!

أودُ إخبارك أن الدنيا بعد عينيك مظلمة .. و عند رحيلك  رحلت أنت .. و رحلت أشيائي عني .. و رحلت البسمة من دروبي .. 


فاديا الصالح

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :